مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - سنريهم آياتنا في الآفاق
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ} :من أضل ممن كذب بآيات الله المتلوة و المرئية و ابتعد عن الإيمان وعاند وبالغ في الكفران , رغم تلك الآيات الباهرات التي تدل على عظمة الخالق سبحانه في ملكوت السماوات و الأرض و في نفس الإنسان وما يدور حوله من وقائع وأحداث , كلها دلالات على الله الخالق العظيم.فمن شك وكفر فإنما عليه كفره و الله يحصي على العباد أفعالهم والموعد يوم القيامة.قال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ } [ فصلت 52-54]قال السعدي في تفسيره:أي { {قُلْ} } لهؤلاء المكذبين بالقرآن المسارعين إلى الكفران { { أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ } } هذا القرآن { {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } } من غير شك ولا ارتياب، { {ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} } أي: معاندة للّه ولرسوله، لأنه تبين لكم الحق والصواب، ثم عدلتم عنه، لا إلى حق، بل إلى باطل وجهل، فإذاً تكونون أضل الناس وأظلمهم.فإن قلتم، أو شككتم بصحته وحقيقته، فسيقيم اللّه لكم، ويريكم من آياته في الآفاق كالآيات التي في السماء وفي الأرض، وما يحدثه اللّه تعالى من الحوادث العظيمة، الدالة للمستبصر على الحق.{ {وَفِي أَنْفُسِهِمْ} } مما اشتملت عليه أبدانهم، من بديع آيات اللّه وعجائب صنعته، وباهر قدرته، وفي حلول العقوبات والمثلات في المكذبين، ونصر المؤمنين. { {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ} } من تلك الآيات، بيانًا لا يقبل الشك { {أَنَّهُ الْحَقُّ } } وما اشتمل عليه حق.وقد فعل تعالى، فإنه أرى عباده من الآيات، ما به تبين لهم أنه الحق، ولكن اللّه هو الموفق للإيمان من شاء، والخاذل لمن يشاء.{ {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } } أي: أولم يكفهم على أن القرآن حق، ومن جاء به صادق، بشهادة اللّه تعالى، فإنه قد شهد له بالتصديق، وهو أصدق الشاهدين، وأيده، ونصره نصرًا متضمنًا لشهادته القولية، عند من شك فيها.{ {أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ} } أي: في شك من البعث والقيامة، وليس عندهم دار سوى الدار الدنيا، فلذلك لم يعملوا للآخرة، ولم يلتفتوا لها.
{ { أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ} } علما وقدرة وعزة.#أبو_الهيثم#مع_القرآن