أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو وئام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن حالتك حالة بسيطة ونسميها بحالات الهلع أو حالات الهرع أو حالات الرهاب، وهو نوع من القلق النفسي الحاد يأتي في بعض الأحيان بدون أي مقدمات وبدون أي أسباب، ويأتي للإنسان الشعور بالضيق والشعور بأنه سوف يختنق، والشعور بأن المنية قد أتت، وهكذا.

وحقيقة بالنسبة لوجبة الفول السوداني الذي ذكرتها لا أعتقد أن هنالك رابطاً أساسياً بين ظهور هذه الأعراض والوجبة، ولكن في بعض الأحيان إذا أكل الإنسان كمية كبيرة من الطعام خاصة في أثناء الليل فهذا ربما يؤدي إلى ظهور هذه الحالة في بدايتها، وأعتقد بعد ذلك حدث لك ما نسميه بـ (القلق التوقعي)، أي أصبحت تربط ما بين نوبات الهرع والرهاب الذي يأتيك ومواقف معينة مثل الأكل خاصة الوجبات الدسمة.

وحقيقة أكل الوجبات الدسمة لا ننصح به مطلقاً خاصة في أثناء الليل؛ لأنه يؤدي إلى اضطراب كبير في النوم وإلى أحلام مزعجة وكذلك تجعل الإنسان عرضة لنوبات القلق.

إذن هذه نوبة من نوبات الهرع الشديد، وهي ليست خطيرة ولكنها مزعجة.

أما بالنسبة لإدمانك على الإنترنت فلابد أن ننصحك ونحذرك، فالآن هنالك دراسات تشير أن الإدمان على الإنترنت هو حقيقة، وهذا الإدمان يؤدي إلى انطوائية في الشخصية ويؤدي إلى نوع من الاكتئاب والشعور بالملل، واتضح أن هنالك بعض المواد الكيميائية تفرز في داخل المخ، وهذه المواد تسمى إنكفلين Enkephalins) و(إدينورفين Dinorphins) ويسميها البعض بـ (أفيونات المخ الداخلية)، هذه تجعل الإنسان يصر ويستمر ويندمج أكثر؛ لأنها تؤدي إلى نوع من التشجيع أو التحفيز الداخلي.

إذن لابد أن تقلل من ساعات الجلوس على الإنترنت، ولابد أن تكون حازماً مع نفسك في ذلك، وتوزع وقتك بصورة أفضل، فهنالك أشياء كثيرة يمكن أن تقوم بها في الحياة.

أنت تجلس على الإنترنت حوالي ثمان ساعات وتنام حوالي ثمان ساعات، فمجموعهما ستة عشر ساعة في اليوم، فماذا بقي لك من الزمن حتى تقوم بالأشياء الأخرى؟
فلابد أن تصحح مسارك والأمر في يدك تماماً.

أما بالنسبة لنوبات الهرع التي تأتيك فسوف أصف لك علاجاً دوائياً متميزاً، وسوف يساعدك تماماً في علاج هذه الحالة، وهذا الدواء يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، فتناوله بجرعة عشرة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرين مليجرام ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى.

هذا هو الدواء الأمثل والدواء الأفضل، وأسأل الله أن يسهل لك أمر الحصول عليه، وإذا لم تتحصل عليه فيوجد دواء آخر وهو متوفر في المغرب ويسمى (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil)، ويسمى في المغرب باسم (ديروكسات Deroxat)، وجرعته هي عشرة مليجرام (نصف حبة) ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى حبة كاملة ليلاً، وبعد شهر من ذلك ترفع الجرعة إلى حبتين (أربعين مليجرام) ليلاً وتستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة بمعدل نصف حبة كل شهرين حتى تتوقف عن الدواء.

هذه الأدوية أدوية سليمة وأدوية فعالة، وليست إدمانية، وسوف تساعدك - إن شاء الله تعالى – كثيراً في إزالة هذه الأعراض.

عليك أيضاً بالطبع بممارسة الرياضة، فالرياضة مهمة جدّاً، ويعرف عنها أنها تساعد كثيراً في زوال هذه الأعراض، وحقيقة فقد انزعجت كثيراً لهذه الساعات التي تقضيها مع الإنترنت، فلابد أن أحذرك في ذلك.

أما بالنسبة لصحتك النومية؛ فأرجو أن تتجنب النوم النهاري، وأرجو أن تمارس الرياضة، وأرجو ألا تتناول أي منبهات كالشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً، وكن حريصاً على أذكار النوم والنوم على ضوء، ولا تتناول أي وجبات من الطعام دسمة في المساء.

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد، وجزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

وبالله التوفيق.