أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد دعوزي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإن القولون العصبي وأعراض الجهاز الهضمي المختلفة تكون في معظم الأحيان ناتجة عن قلق نفسي يسميه البعض بـ: (القلق النفسي المقنع)، بمعنى أنه لا يظهر في شكل قلق وتوتر واضح، ولكنه يظهر في شكل أعراض جسدية تصيب الجهاز الهضمي بصفة عامة، كما أنه قد يؤدي إلى توتر وانشداد في عضلات الجسم بصفة عامة مما يسبب بعض الآلام العضلية وعدم الارتياح.

الحمد لله أنت قد تحسنت كثيراً على الزيروكسات، والزيروكسات حقيقة هو عقار فعال ولا شك في ذلك؛ لأنه يعالج القلق ويعالج التوتر ويحسن المزاج.

بالنسبة لزيادة الوزن فدائماً تحصل في الشهور الأولى، وبعد ذلك إذا استطاع الإنسان أن يتحكم في نوع وكمية الطعام الذي يتناوله، بمعنى آخر: إذا ارتبط والتزم بحمية معينة فهذا سوف يؤدي إلى نتائج إيجابية جدّاً، حيث إن الوزن سوف يبدأ في النقصان ويرجع إلى وضعه الطبيعي، فأرجو أن تكون حريصاً على ذلك.

أضف على ذلك ممارسة الرياضة تعتبر أمراً هاماً وضرورياً جدّاً، خاصة رياضة المشي أو الجري، فمن فوائد الرياضة في حالتك هي أنها سوف تخفف كثيراً من كل الأعراض التي تعاني منها، وفي ذات الوقت سوف تساهم في إنقاص وزنك، وسوف تحسن مزاجك، وتحسن النوم لديك، وتزيد من طاقاتك الجسدية وطاقاتك النفسية، هذا علاج هام وضروري.

استمر على الزيروكسات بنفس الجرعة (عشرين مليجراماً)، وهذه لا تعتبر جرعة كبيرة، والدواء سليم جدّاً.

يمكنك أيضاً أن تقوم بإجراء بعض التمارين الاسترخائية، فهي تساعدك أيضاً في إزالة التوتر وتؤدي إلى شعور استرخائي يحس فيه الإنسان بالطمأنينة والأمان وعدم القلق، ولا شك أنه يساعد بشكل واضح في إزالة الآلام العضلية.

هنالك كتيبات وأشرطة فيديو و(CD) كثيرة جدّاً توضح كيفية القيام بهذه التمارين، فأرجو الحصول على أحد هذه الأشرطة وممارستها بالصورة الصحيحة، أو يمكنك الاتصال بأخصائي نفسي – وليس طبيباً نفسياً – بل الذي يعتبر مجيدا وحاذقا جدّاً لتدريب الإنسان على كيفية القيام بتمارين الاسترخاء بصورة صحيحة.

وهذه التمرين بصورة مختصرة تتطلب أن يخصص الإنسان لها وقتاً لا تقل عن نصف ساعة وأن يكون في غرفة هادئة وفي مكان لا يوجد به أي ضوضاء أو إزعاج، ولابد أن تغير مزاجك إلى مزاج استرخائي يتميز بالهدوء والطمأنينة وعدم الانشغال بمشاكل الحياة، وبعد ذلك استلق وأغمض عينيك وافتح فمك قليلاً، ثم خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، املأ صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم أمسك على الهواء في صدرك لفترة قصيرة، ثم بعد ذلك يأتي إخراج الهواء وهو الزفير، ويجب أن يكون عن طريق الفم ويكون بشدة وببطء.

هذا تمرين جيد جدّاً كرره أربع إلى خمس مرات بمعدل مرتين في اليوم، والذين يجيدون أداء هذا التمرين وتطبيقه بصورة صحيحة يحس الواحد منهم بالاسترخاء، وهنالك من دخل في النوم بعد نهاية هذه التمارين.

يوجد أيضاً تمرين لاسترخاء العضلات وهي أن تقبض العضلات المختلفة في جسمك وتشدها كعضلات القدمين مثلاً ثم عضلات الساقين، بعد شد هذه العضلات حاول أن تطلقها حتى تكون مسترخية، وانتقل لكل مجموعة العضلات الموجودة في الجسم مثل عضلات البطن والظهر والصدر والرقبة.

يأتي بعد ذلك من الناحية الاجتماعية بالطبع أوصيك بالتواصل الاجتماعي، والزيارات وأن تروح عن نفسك بصورة متوازنة ومعقولة، ولا شك أن التقرب إلى الله تعالى والالتزام بالعبادات والواجبات الدينية هو من الأمور الضرورية جدّاً ليحس الإنسان بالاطمئنان، وحاول بالطبع أن تكون مجيداً في عملك، وألا تشغل نفسك بالمشاكل التي قد تعتريك في العمل، فهذه من طبيعة الأعمال خاصة الأعمال التجارية، وكن إيجابياً في تفكيرك، وقيم نفسك بصورة صحيحة، وفوق ذلك أرجوك أن تتأكد أن الحالة هي حالة بسيطة وهي نوع من القلق النفسي الذي سوف يتحسن كثيراً - إن شاء الله تعالى – باتباعك للإرشادات السابقة وتناول الدواء الذي وصفته لك.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.