أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : الإجهاد النفسي بسبب التراكمات والاحتقانات النفسية السلبية
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: الشكر الجزيل إلى كل القائمين على هذا الركن المتميز من هذا الموقع الإسلامي الرائع.
أما اسشارتي فهي كالتالي:
في الحقيقة مشكلتي لها جذور يمكن أن تعود إلى الطفولة، ولكنني سوف لن أثقل عليكم بروايتها لكم، ولكن سأبدأ من فترة قريبة نسبياً وهي من أواخر الثمانينات، كانت قد وقعت لي صدمة نفسية كانت بالنسبة لي بمثابة زلزال قوي هز كياني، وهذه الصدمة كأنما أحدثت بداخلي شرخاً بين ماضيَّ وحاضري بحيث أنه يصعب علي أن أتذكر الماضي بتفاصيله؛ فذاكرتي ضعيفة جداً ليس فقط بالنسبة للماضي ولكن حتى بالنسبة للأمس القريب جداً كالبارحة مثلاً، المهم تلك الصدمة جعلتني أحس بأنني إنسانة أخرى لا أعرفها، فأنا فعلاً رغم ظهوري للآخرين بأنني إنسانة طبيعية إلا أنه بداخلي شعور بالغربة، أقصد بغربة نفسي علي أو غربتي على نفسي، وهذا مايعذبني رغم تناولي (للأنافرانيل 25 ملغ) وذلك منذ بداية التسعينات ولكن بكمية قليلة لا تتجاوز قرصاً واحداً في اليوم، هذا بالإضافة إلى الوسواس القهري والاكتئاب اللذان يلازماني وهذا هو بيت القصيد .
- فهل هناك أمل في شفائي تماماً من هذه الأمراض النفسية ؟
- وهل هناك أمل في رجوعي إلى سابق عهدي وإلى طبيعتي الأولى التي سبقت المرض ؟ واستغنائي عن الأدوية تماماً خصوصاً أنني من النوع الذي ينهار عصبياً بسرعة، كما أنني أظن أن مرضي عضوي؛ لأنني مثلاً إذا أكثرت من تناول القهوة أو الشوكولاتة أو الشاي الأخضر مثلاً أو حتى تناولي لبعض الأطعمة العادية أو الأدوية البسيطة لعلاج الزكام مثلاً فإنني أحس أن هناك اضطراباً في جهازي العصبي.
وأما من الناحية الاجتماعية فأنا إنسانة فاشلة تماماً معقدة، وحتى رحمي لا أصلها؛ بسبب عقدي النفسية والله يشهد أنني أشعر بذنب كبير من هذه الناحية، ولكنني لا أستطيع تغيير نفسي بمفردي بل دائماً أحتاج لمن يأخذ بيدي في كل الأمور وليس فقط فيما يخص الرحم، وهكذا فأنتم ترون أنني تحولت بسبب الصدمة من إنسانة إيجابية قمة في النشاط إلى إنسانة كسولة لا تعرف كيف تدير حياتها ولا أي شيء، فهل هناك أمل بإذن الله تعالى؟
أستسمحكم على الإطالة، وأرجو منكم أن تأخذوا حالتي بعين الاعتبار، جزاكم الله كل خير والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / خ . ب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أنه تنتابك الكثير من المشاعر السلبية، مما جعل النظرة السوداوية حيال ذاتك والآخرين تتضخم وتتجسد لديك.
عدم تذكر الماضي بعد الصدمة النفسية يعتبر من الدفاعات النفسية والإيجابية، بمعنى أن يختفي من الشعور كل ما هو غير مرغوب فيه ويبقى فقط ما هو إيجابي .
لا أعتقد أنك تعانين من أي مرض عضوي، ولكن التراكمات، والاحتقانات النفسية السلبية جعلتك مجهدة نفسياً، مما يتأتى عنه الشعور بالإجهاد الجسدي أيضاً، كما أن الاكتئاب النفسي والوساوس جعلك تحسين بالفشل والقصور وتأنيب الضمير، ومن هنا لابد من علاج الاكتئاب النفسي، والوساوس القهرية بصورة ناجعة وفعالة، ويتم هذا عن طريق تغيير خارطة أفكارك إلى ما هو إيجابي، والعمل على تقليص السلبيات، كما أن الأدوية النفسية الحديثة تساعد كثيراً في إزالة عسر المزاج والقلق، وربما يكون (التفراينل) علاج غير مناسب في مثل حالتك، ومن الأفضل أن تتناولي أحد الأدوية الأكثر فعالية، ومنها العقار المعروف باسم (بروزاك Peozac) وجرعته 20 ملجرام يومياً لمدة شهر، يمكن بعدها أن ترفع الجرعة إلى 40 ملجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض مرة أخرى إلى 20 ملجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر أخرى ..
صلة الرحم تعتبر واجبة، وعليك أن تتذكري أن هذا الأمر من أصول ديننا الحنيف، وعليك معاودة هذه الصلات، ويمكن أن تكون البداية بسيطة، ثم بعد ذلك ستشعرين بنوع من المكافأة الداخلية بعد أول زيادة لأحد أرحامك، بعدها سوف تواصلين المشاور بإذن الله تعالى بكل عزيمة وإصرار، عليك أيضاً الانضمام للجماعات الخيرية والنشاطات الاجتماعية، فهذا سوف يكون حافزاً إيجابياً لك، ويشعرك بقيمة نفسك، وسوف يتضح لك أن هنالك طاقات كثيرة في داخلك لم تكن مستغلة بصورة صحيحة.
ختاماً: نعم هناك أمل كبير، وأنا على يقين أنك بإذن الله سوف تعودين لسابق عهدك، وتكتمل صحتك النفسية، وحينها تشرق الدنيا أمامك، وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
مرض الرهاب الاجتماعي هل يمكن أن ينتقل للأبناء بالوراثة؟ | 1367 | الأربعاء 22-07-2020 02:11 صـ |
أدمنت البنزوديازبينات وأعاني من آثاره فكيف أتخلص منها وأعود طبيعيا؟ | 1596 | الأحد 19-07-2020 03:02 صـ |
الاكتئاب والوسواس القهري وتبدد الشخصية، كل ذلك أعاني منه، أرجو المساعدة. | 5068 | الخميس 16-07-2020 05:51 صـ |
أعاني من الاكتئاب بعد أن فقدت وظيفتي وهاتفي ووفاة أخي! | 999 | الأحد 12-07-2020 03:15 صـ |
ضرب زوجي لي أمام أخته أحدث لي آثارًا سيئة، فكيف أتجاوز ذلك؟ | 2792 | السبت 11-07-2020 08:59 مـ |