أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : القلق عند الخروج للمناسبات

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ألاخ والدكتور المحترم

أعاني منذ فترة تقارب الست سنوات من أعراض التردد والقلق في موضوع المناسبات، والخروج من المنزل، وخصوصاً عند المساء، فتراني أحزم أمري هاماً الخروج ولكن في أول الطريق تحصل انتكاسة وهلع من حصول أمر ما يتعلق بعدم قدرتي على الوصول إلى محل عملي فأرجع مفضلاً البيت، حيث عدم التعرض للمصاعب، وتجدني أستعين بسيارتي للوصول إلى محل عملي القريب، وقد راجعت بعض الأطباء وأخذت علاج برامين لمدة ستة أشهر، وكان يحصل تحسن تدريجي، ولكن عند انتهاء العلاج تعود الأعراض، والله أنا في حيرة واضطراب، وأحتاج إلى عونكم.

وصدقني عند الخروج أشق طريقي بصعوبة بالغة وأجتهد في سبيل الوصول.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الحالة التي تعاني منها من تردد وقلق في الأوضاع والمناسبات الاجتماعية، وحين الخروج من المنزل، هي في الحقيقة من الحالات المعروفة والمنتشرة، والتي تسمى بحالة الرهاب أو الخوف أو القلق الاجتماعي، وهي لا تدل مطلقاً على ضعف الشخصية أو قلة في الإيمان، ولكن ربما تكون ناتجة عن تجارب سلبية في مرحلة الطفولة، كأن تكون قد تعرضت لموقف فيه نوع من الخوف ولم تعره اهتماماً.

المبدأ العام لعلاج هذه الحالة هو العلاج السلوكي الذي يقوم على المواجهة وعدم التردد، وعدم تجنب الخروج من المنزل مهما أدى ذلك إلى شعورك بالقلق والتوتر، حيث أن هذا القلق والتوتر سوف يبدأ بالانخفاض التدريجي متى ما حافظت والتزمت بالمواجهة، أما الاستسلام والجلوس داخل المنزل فسوف يجعل الحالة أصعب وأشد، كما أن ذلك ربما يولد مخاوف جديدة.

ومن أساليب المواجهة هو ما يعرف بالمواجهة في الخيال بمعنى أن تتخيل نفسك في مناسبة اجتماعية كبيرة، وقد كنت محط أنظار الآخرين، وتأمل هذا الموقف لمدة لا تقل عن عشرين دقيقة، كرر ذلك يومياً، ويا حبذا لو كان ذلك بواقع مرتين في اليوم.

الشيء الآخر: هو من الضروري أن تنقل نفسك نقلة نفسية داخلية، بمعنى أن تتصور أن لديك القوة والعزيمة على المواجهة، وأنك لست بأضعف من الآخرين، هذه تسمى إرادة التحسن وهي ضرورية جدّاً.

لا مانع أبداً من أن تصطحب من تثق فيهم من الإخوة حتى يكون رفقة لك في حضور المناسبات الاجتماعية، هذا يمكن أن يكون لفترة محددة، بعدها لابد أن تعرض نفسك وحدك لهذه المخاوف.

وصدقني أن ما تحس به من خوف وهلع وفزع وقلق ليس هو حقيق كله، إنما هو شعور نفسي مبالغ فيه.

الشق الثاني في العلاج: هو العلاج الدوائي، توجد الحمد لله أدوية الآن فعّالة جدّاً لعلاج هذه الحالات، خاصة إذا حافظ الإنسان على العلاج السلوكي السالف الذكر، من الأدوية التي نوصي بها في هذه الحالات: علاج يعرف باسم زولفت أو سبراليكس أو زيروكسات، وهذا الأخير هو العلاج المفضل، فأرجو أن تبدأ في تناوله بواقع نصف حبة (10 مليجرام) ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة بهذا المعدل (أي نصف حبة) كل أسبوعين حتى تصل إلى جرعة 40 مليجرام في اليوم (حبتين).

واستمر على هذه الجرعة العلاجية الفاعلة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك ابدأ في التخفيض التدريجي لهذا الدواء، ويكون التخفيض بمعدل نصف حبة كل أسبوعين، حتى تتوقف عن الدواء تماماً.

هنالك آليات أخرى للعلاج مثل الاشتراك في النشاطات الرياضية الجماعية، والانضمام للجمعيات خاصة في مجال العمل الخيري، وكذلك حضور حلقات التلاوة، كلها تؤدي إلى تنمية المهارات الاجتماعية وإزالة هذا الخوف والقلق بإذن الله تعالى.

أسأل الله لك التوفيق والشفاء.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ 8829 الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ
كيف أنقص جرعة ليكزونسيا (برازيبام) دون أن أصاب بأعراض الانسحاب؟ 1107 الأحد 09-08-2020 02:25 صـ
هل يوجد دواء داعم للأفكسور أفضل من السبرالكس؟ 2401 الثلاثاء 28-07-2020 05:15 صـ
هل هناك ضرر من الزولفت على الحمل والجنين؟ 2146 الأحد 26-07-2020 06:05 صـ
هل هذه الأدوية تعالج ثنائي القطبية؟ 1822 الأحد 19-07-2020 03:22 صـ