أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : تصحيح المسار والتوبة إلى الله من الخروج مع الشباب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وأعوذ بالله من كل شر يؤذي نفسي، وأعوذ بالله من كل شهوة تُذلُ نفسي.
حضرة المستشار الكريم! توجهت إليكم لطلب استشارة -بعد أن استفدت من استشاراتكم للجميع- أن تمدوا لي يد العون وتساعدوني، وتوجهت إليكم لأني أعتقد أن ما أنا به اليوم هو حالة نفسية، لكني لا أملك الأدوات أو المعلومات كي أشخص الحالة وكي أعالج بها نفسي.
فحالتي حسب رأيي: ما هي إلا وضع نفسي كما أعتقد استناداً إلى ما حدث لي. وأستميحكم عذراً كي أروي لكم سبب ذلك: دُعيت لتناول طعام الغذاء مع شاب أراد أن يطلب يدي، فاستأذنت أمي، وخرجت معه متوجهين إلى مطعم في المدينة، وفي طريق العودة حاول أن يقبلني، فحاولت منعه، وأدرت له وجهه، حتى أني أصبته ببعض الجروح البسيطة في وجهه، فوضع رأسه على صدري، ولم أستطع أن أبعده عني بالقوة، فالسيارة مقفلة، ففكرت بالتحايل عليه، وحاولت أن أمد يدي إلى وجنتيه؛ كي أرفع رأسه عني، وأقنعه أني أحبه، وفي المرة القادمة سأستجيب لمطلبه، حاولت مد يدي لكني شعرت بيد قوية تشد يدي بقوة لا أفهمها ولا أستوعبها، ولم أشعر أنها شُلت بل شعرت أن شخصاً ما يمسك يدي، ويمنعني من أن ألمس صديقي -خطيبي-، لكني قاومت هذه اليد، فشعرت وكأن يدي تصطدم بجدار يمنع يدي من الوصول إلى وجه صديقي، لكني كنت أعند من هذه القوة، واخترقت هذا الجدار، حينها شعرت أني كسرت الهالة الملائكية التي كانت تحيط بي، وشعرت أني قتلت ملاكاً كان يحميني ويحرسني، وشعرت أني فقدت أي قوة لأقاوم رغباتي وشهواتي، وجردت نفسي من أي حارس يحمي نفسي من دناءة نفسي.
نجحت أن أقنع صديقي بتوصيلي حتى البيت دون لمسي، وانفصلت عنه، لكني بعدها بدأت بالخروج مع من يعزمني معه، وأصبحت أتصل بالشباب لتحديد موعد للقاء، والخروج وكل هذا بدأ تدريجياً حتى أصبح بالنسبة لي شيئاً روتينياً، وطبيعة عملي التنقل، ولذلك أقابل العديد من الناس، ومن يعجبني أعرف نفسي له باسم مستعار.
حاولت التخلص من هذه العادة اللاأخلاقية التي أكرهها، وأكره نفسي لأجلها، وفكرت بالانتحار؛ لكني خشيت كلام الناس على أهلي الصالحين، فأمي وأبي بمثابة واليين بالنسبة إلى الطهارة وعزة النفس ومكارم الأخلاق، وأخاف أن أجلب لأبي الخزي والعار، وأخاف أن أموت وأواجه عذاب النار. فغيرت عملي، وقربت مكان عملي بين أهلي وناسي، لكني ما زلت أضعف أمام العديد من الأمور. ساعدوني ساعدكم الله، وستر على عرضكم، وحفظ أولياءكم.
ملاحظة: استشارتي كانت رقم (18318).
ملاحظة: لي من نعمة الله التي انقلبت إلى نقمة بالنسبة لي: أني أذكر أي رقم يُقال أمامي، أو أكتبه لمرة واحدة، وهذا ما يساعدني في حفظ أرقام الهواتف، فلي من الذاكرة والذكاء ما لا يتمتع به الكثيرون، لكني أضعف بأن أكون أذكى من شرور تولدت بداخلي بعد انكسار الهالة الملائكية التي كانت تحميني من شر الآخرين ومن شر نفسي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن التصرف ونمط السلوك والمنهج الذي بنيت عليه علاقاتك غير سليم، وهو في مجمله يدل على أنك تبحثين وبصورةٍ لا شعورية عما يعرف بعقوبة وتحطيم الذات، ولكن والحمد لله لديك أيضاً من عوامل الخير ويقظة الضمير التي أرى أنها وبإذن الله سوف تصحح مسارك.
لا شك أن خير الخطائين التوابون، كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا مبدأ شرعي عظيم، وفي نظرنا هو علاج سلوكي أعظم.
أرى أنه من الممكن جداً أن تستفيدي من كل هذه التجارب السلبية، والتصرفات التي أنت غير راضية عنها، وذلك بتحقيرها وإذلالها والوطء عليها بقدميك، وهذا بلا شك سيؤدي وبإذن الله إلى ولادة مسلك جديد، قائم على التوازن وحسن الخلق واحترام الذات.
يجب أن لا تساومي نفسك أبداً حيال هذه التصرفات السلبية، فأنت مستبصرة وبحمد الله، وتعرفين الداء والدواء، وعليك بالمزيد من التمسك بأصول عقيدتك السمحة، ومرافقة من تثقين فيهن من الأخوات الفاضلات، فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.
تألمت جداً حين تحدثت أن فكرة الانتحار قد انتابتك، وأرجو في هذه اللحظة أن تستبدليها بفكرة الحياة، والتي هي من أكبر نعم الله علينا، وأنت بلا شك لك أشياء جميلة تعيشين من أجلها. مقدرتك على حفظ الأرقام يمكن أن تقلبيها إلى مهارة لحفظ القران، وستجدين إن شاء الله في ذلك كل الخير.
أسأل الله أن يحفظك من كل شر وسوء، وأن يكتب لك السعادة في الدنيا والآخرة، وأن يرزقك الزوج الصالح.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف نتحصن من الوقوع في الذنوب والكبائر؟ أحتاج برنامجا عمليا! | 2054 | الأربعاء 12-08-2020 05:38 صـ |
معصيتي لله أخشى أن تؤثر على حياتي الدراسية! | 4096 | الاثنين 10-08-2020 04:13 صـ |
أتوب من المعصية ثم أرجع لها، فهل سيحرمني الله من النعم؟ | 3569 | الأحد 19-07-2020 02:55 صـ |
كيف أثبت على ترك المعاصي والعلاقات المحرمة؟ | 1898 | الأحد 12-07-2020 11:53 مـ |
صديقي يرغب في الزواج بفتاة مطلقة وأهله يرفضون، فما توجيهكم؟ | 1148 | الثلاثاء 07-07-2020 09:45 مـ |