أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف نتحصن من الوقوع في الذنوب والكبائر؟ أحتاج برنامجا عمليا!

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كيف نتحصن من الوقوع في الذنوب والكبائر؟ أي كيف نتجنب معصية الله في أمور، كمشاهدة المشاهد غير الأخلاقية، أو التحدث بالغيبة، أو مخالطة الأجانب، أو عدم طاعة الزوج، أو اللجوء إلى الاستمناء بعد الزوج لشهر أو أكثر!

فإنني عندما أجد نفسي تهوي فعل أمر يغضب الله أحاول أن أستغفر وأشغل نفسي بشيء آخر، وأحاول أن أستعصم بالله، ولكن للأسف تسيطر علي نفسي الأمارة بالسوء وأقع في الذنب، وبعدها أحتقر نفسي ويصيبني الحزن على ما اقترفت، وأعلن توبتي ولكن يخبرني قلبي أثناء التوبة أنني لن أصمد في هذه التوبة وأنني سأضعف مرارا وتكرارا!

أشعر أن الله لن يقبل توبتي، خاصة أنني عندما أقترف ذنبا كهذا أجد مردوده السيء في حياتي بأن يبتعد عني زوجي أكثر، أو تزداد المشاكل في حياتي، أو يصيبني الاكتئاب!

أنا أريد خطوات عملية أتبعها عندما تحدثني نفسي بمعصية الله حتى أتجنب المعاصي وتكون توبتي توبة نصوح حقا! وأيضا خطوات عملية للتخلص من بذاءة اللسان، وارتفاع الصوت على الأطفال، وصب الغضب عليهم لأتفه الأسباب!

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الكريمة- في موقعنا، ونسأل الله يوفقك إلى كل خير، وجوابي على ما تفضلتي به يكمن في الآتي:

الإنسان بطبعه يقع منه الخطأ ولا يمكن أن يعصم منه، ولكن تعبدنا الله إذا وقعنا في المعصية أن نسارع إلى التوبة، عن أنس، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" رواه الترمذي.

ثم اعلمي أن أي ذنب كان منك في الماضي وتبت منه فإنه يمحا عنك، ولا ينبغي أن تتصوري أنك مازلت مذنبة، فالله غفور رحيم يغفر الذنب ويقبل التوبة عن عباده.

واعلمي أيضا أنك إن تبت من ذنب ثم رجعت له، فإنه يجب عليك أن تتوبي منه، ولو تكرر منك عدة مرات، ولا تفكري في ترك التوبة؛ لأن هذا من القنوط من رحمة الله، فرحمة الله واسعة، ولأن هذا من مداخل الشيطان على النفس حتى يصرفك عن طاعة الله والتوبة إليه.

وأما بخصوص الوسائل التي تعيننا على ترك العودة إلى الذنب فإنها تكمن في الآتي:

* المداومة على العمل الصالح، قال تعالى: "إن الحسنات يذهبن السيئات"، وروى أحمد والترمذي عن معاذ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن"، وطبيعة النفس إذا لم تشغل بالطاعة شغلت بالمعصية، ولهذا ينبغي أن يكون لك برنامجا عمليا يوميا فيه جوانب متعددة من عمل الخير.

* استشعار قبح الذنب وخطره وضرره في الدنيا والآخرة ولزوم الخلاص منه.

* الابتعاد عن كل ما يدعو إلى المعصية، كالابتعاد عن مكانها، أو الرفقة السيئة، وعليك لزوم مجالسة الصالحات.

*المداومة على ذكر الله تعالى، وكثرة الدعاء بالثبات، وأن يصرف الله عنك السوء والفحشاء، والإكثار من الاستغفار، ومن قول لا حول ولا قوة إلا بالله.

* إيجاد البدائل النافعة، من الاشتغال بالقراءة، والمشاركة في دورات علمية ومشاهدة مقاطع علمية نافعة.

* الحذر من الفراغ من غير أي عمل جاد، أو الإكثار من الجلوس منفردا؛ لأن هذا مدعاة إلى العودة إلى الذنب، فإن الفراغ من غير عمل مهم نافع في الدنيا والآخرة، وكثرة الخلوة يكون فرصة ومدخل للشيطان لدفع النفس إلى المعصية.

* قراءة الآيات والأحاديث المخوفة للمذنبين وخطر الذنب في الدنيا والآخرة.

وأخيراً: مسألة الغلظة على الأبناء يحتاج منك أن تقرئي في كتاب تربية الأولاد في الإسلام للدكتور عبد الله ناصح علوان، وأن تعودي نفسك على الصبر والتحمل، وأن تكوني كثيرة الدعاء لهم بالصلاح، وأن تتغافلي عن كثير مما يفعلونه؛ لأنهم أطفال يجهلون أن هذا خطأ، ولأن المحاسبة دائما لن تجدي نفعا، وأكثري من ذكر الله والاستغفار حتى تتعود نفسك الرفق في الأبناء، إذا كانت لديك مشكلة تعانين منها اجتهدي في علاجها؛ لأن الغضب على الأبناء قد يكون مجرد تفريغ للغضب الذي سببته تلك المشكلة، أكثري من الدعاء بقول: "اللهم اهدني لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيء الأخلاق فإنه لا يصرف عني سيئها إلا أنت".

كان الله في عونك.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لدي إحباط كبير وأموري مضطربة، فما الحل؟ 1505 الثلاثاء 30-03-2021 12:53 صـ
كيف أتقبل زوجتي ولا أقارنها بما أراه في الأفلام؟ 4028 الخميس 28-01-2021 05:33 صـ
كيف أستغفر الله ليغفر لي ما أسرفت به على نفسي من ذنوب؟ 3106 الاثنين 04-01-2021 07:37 صـ
سرقت مالا من جدي وجدتي، فكيف أتوب عن ذلك؟ 984 الأربعاء 30-12-2020 12:34 صـ
لا أشعر بالندم على بعض الذنوب!! 1983 الثلاثاء 29-12-2020 03:11 صـ