أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Youness حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنيئاً -لابننا الكريم- الذي سلم من الفواحش، نسأل الله تبارك وتعالى أن يسلمك مما بطن منها ومما ظهر، وأن يلهمك السداد والرشاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه..

لا شك أن من يحفظ بصره، ويحفظ فرجه، ويبتعد عن الفواحش، يعيش الطمأنينة ويعيش السعادة، كما قال الله (ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون)، ونتمنى أن تكمل هذا البرنامج الذي هو برنامج للعفاف والطهر، فتبتعد عن التفكير، لأن التفكير في المقاطع السيئة والمقاطع المنحرفة جزء مما ينبغي أن يمتنع عنه المسلم، والإنسان عليه أن يدافع الخاطرة قبل أن تصبح فكرة، ويدافع الفكرة قبل أن تصبح إرادة، ويدافع الإرادة قبل أن تتحول إلى عمل.

ولذلك نتمنى أن تبتعد أيضا ً عن الصور واللقطات التي فيها إثارة وفيها ما لا يرضي الله تبارك وتعالى، لأن هذا سيفتح لك أبواب هذه الخطوة التي يضعها الشيطان، وتذكر أن هذا العدو يغير خططه، فالذي يقع في الفواحش، والذي لا يفعل المنكرات، يأتيه الشيطان بمثل هذه الأشياء، بأفكار تقوده إلى ما يريده الشيطان عياذاً بالله، أو بصورة تحرض على ما يريده الشيطان، فالشيطان لا يطالب الناس بالوقوع في الفاحشة، ولكنه يمهد لهم، لكنه يضع السبيل، ويضع لهم خطوات على سبيلهم وطريقهم حتى يقعون في الفاحشة.

ولذلك نتمنى أن تبتعد عن مشاهدة المقاطع واللقطات وتصبر، وأنت -ولله الحمد- الآن تدخل على شهر الصيام، تذكر أن الله يرى، أن الله لا تخفى عليه خافية، واعلم أنك صاحب إرادة لأنك تركت الفواحش، وأنت صاحب إرادة أيضاً لأنك تركت طعامك وشرابك وشهوتك لله، فاحرص على البحث عن الحلال، وإذا جاءك الشيطان بأفكار سالبة، أو شاهدت صورا مريبة، فعليك أن تصرف النظر مباشرة،وتغير فكرك، فتشتغل بذكر الله أو بأي عمل مفيد.

ونؤكد أن المرض على من وقع في الفواحش، وأن المرض على من ينهمك في الزنا والمنكرات، ولكن السلامة، ولكن العافية، ولكن الطمأنينة، ولكن راحة البال لا يفوز بها إلا إنسان عفيف طاهر، فاحرص على أن تكون عفيف القلب، عفيف اليد، عفيف اللسان، عفيف البصر، مبتعدا عن كل ما يغضب الله تبارك وتعالى.

ومن عفة القلب إبعاده عن الخواطر السيئة، ومن عفة العين إبعادها عن المناظر والمقاطع السيئة الإباحية التي لا ترضي الله.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.