أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : هل حبي لصديقتي وكلام الغزل والاحتضان يعد شذوذا وذنبا؟
السلام عليكم
أنا بنت عمري 13 سنة، سبق أن أحببت فتاة واعترفت لها، والآن بيني وبين صديقتي كلام مثل (وحشتني) وأحيانا تقترب مني كثيرا أو تحضنني، وتقول أنها تفعل ذلك مزاحا، وأنا أحبها كثيرا وأفكر فيها دائما، وأحيانا نرسل لبعضنا كلام غزل، أو نقول كلاما لا ينبغي.
أريد أن أعرف هل بهذا أكون قد هززت عرش الرحمن؟ وكيف أجعل علاقتي بصديقتي محصورة بالصداقة فأنا لا أتحمل التخلي عنها؟ ومرة حلفتني أختي على المصحف أني لا أحب فتى ولا فتاة، وحلفت لأني لم أكن أعلم بمشاعري تجاه صديقتي، هل أعتبر بهذا حلفت كذبا؟ وهل علي كفارة؟ وأنا لن أخبر أحدا بمشاعري هذه.
أرجو الرد فنفسيتي متعبة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الوردة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا، وما ذكرته من علاقتك بزميلاتك إن كان الحب هو حب الأخوة والصداقة ونحو ذلك، فهذا حب طبيعي لا ينبغي أن يتحسس منه أو يخاف منه، أما إذا كان حباً يدعو إلى التلذذ أو نحو ذلك، فهذا خروج عن الفطرة السوية الصحيحة مع كونه باب شر عظيم وطريقا للفتنة، والواجب عليك أن تجاهدي نفسك للتخلص من هذا الحب.
ومن ذلك أن تقطعي علاقتك بهؤلاء الفتيات اللاتي ذكرت من أمرهن ما ذكرت، وليس صحيحاً -أيتها البنت الكريمة- أنك لا تستطيعين التخلص من ذلك، إنما تحتاجين إلى عزيمة صادقة وتذكير لنفسك، ومخاطبة بخطاب العقل أن تعلقك وحبك للفتيات مع كون ذلك مما حرمه الله تعالى عليك، ولا تستطيعين أن تصلي من خلاله إلى مقصود صحيح، بقاء الحب مع هذا كله نوع من التعلق المستحيل، والنفس طبيعتها إذا يئست من الشيء نسيتهُ، فيسهل عليها النسيان إذا استحضر الإنسان اليأس، وذكري نفسك بأنك إذا بقيت على هذه الحال فإنك ستجرين نفسك إلى مصائب ومآس ربما تقرعين سن الندم في وقت لا ينفع فيه الندم.
فاتقي الله تعالى في نفسك وابدئي حياتك بداية صحيحة، وحسني علاقتك بربك بالوقوف عند حدوده واجتناب ما حرمه عليك حتى يفتح عليك أبواب السعادة، ويسوق إليك الأرزاق الحسنة، فأنت لا تزالين في أول عمرك. احرصي على التعرف على النساء الصالحات والفتيات الطيبات، وأشغلي نفسك بالشيء النافع. وأما ما ذكرت من شأن الحلف لأختك، فإنه لا يلزمك شيء من ذلك ما دمت لم تتعمدي الكذب، ولو فرضنا أنك حلفت كاذبة، فإن الواجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى ولا تلزمك الكفارة عند أكثر العلماء، والشافعي -رحمه الله- يقول بوجوب الكفارة، ولكن يسعك أن تأخذي بقول الجمهور وهو أنه لا كفارة عليك وإنما عليك التوبة بالندم على ما فات، والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، نسأل الله تعالى أن يوفقك إلى كل خير.
ولا تخبري بذلك أحداً أختك أو غيرها، واستري على نفسك، ولكن سارعي إلى التوبة وتخلصي من هذه العلاقات ما دامت خارجة عن حدود الشرع، متجاوزة حدود العلاقات الطبيعية التي تكون بين الفتاة والفتاة.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |