أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخوف من الأماكن المزدحمة بالناس

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أُعاني من الخوف ونوبات الرعب والخوف الاجتماعي، بدأ الخوف معي بنوبات فزع متقطعة منذ أربع سنوات، ثم أصبحت هذه النوبات تأتي في أي وقت، حتى وأنا في البيت، وأصبحت أخاف بشدة أن تأتيني أمام الناس، مما سبب لي مشاكل كثيرة، وأصبحت وحيداً منعزلاً، أخاف الخروج من المنزل إلى العمل، أو حتى إلى أي مكان للنزهة؛ لأني كلما خرجت بعيداً عن المنزل يأتيني شعور بالاضطراب العام، وضيق في التنفس، حتى أنني أتنفس من فمي فقط، وسرعة في ضربات القلب، وضغطي يزيد، وعندما أكون في مواقف مقيدة مثل الصلاة في جماعة، أو تواجدي وسط حشد من الناس أحس أني سأغيب عن الوعي، وأحس أن أقدامي لا تقوى على حملي، حتى انقطعت عن الصلاة في المسجد.

أرجو مساعدتي، فقد أصبحت لي فترة طويلة آخذ إجازات مرضية من عملي، فأرجو وصف حالتي، والعلاج المناسب الذي ليس له آثار جانبية -ما أمكن- وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأنت قد وصفت حالتك بصورةٍ جلية وواضحة، فأنت تعاني من علة المخاوف، والخوف الذي ينتابك هو ما نسميه بالخوف الاجتماعي، وكذلك لديك ما يعرف برهاب الساحة، وهو نوع من الخوف قد يأتي للإنسان حين يخرج من أمان البيت، ويكون في أماكن عامة قد تتطرق للاختلاط بالناس، أو حتى إن كان لوحده يأتيه هذا الشعور بالخوف والضيق في التنفس، والشعور بأنه سوف يفقد وعيه، أو أن قواه قد ضعفت كما ذكرت أنت، وأنا أؤكد لك بأن الحالة بسيطة بالرغم ما تسببه لك من مضايقة، ومن الواضح أنه حدث لك نوع من الاكتئاب الثانوي البسيط.

أخي الفاضل! المبدأ السلوكي الرئيسي في علاج المخاوف -أياً كان نوعها- هي أن يواجهها الإنسان، وبالطبع المواجهة سوف تؤدي إلى المزيد من الخوف والقلق، ولكن بعد فترة من الزمن وأنت مستمر في هذه المواجهة سوف تجد أن الأحوال قد استقرت، وأن مستوى الخوف قد قل، وأن الأمور أصبحت عادية جداً، لذا لخص علماء السلوك علاج المخاوف فيما سمي بالتعريض، أو التعرّض مع منع الاستجابة، أي أن تعرّض نفسك لمصدر خوفك دون أن تستجيب استجابة الهروب أو الابتعاد من الموقف.

أنت -الحمد لله- تذهب إلى العمل وإن كنت غير منتظم كما ذكرت، ولكن العمل فرصة طيبة جداً لأن تتفاعل اجتماعياً، ويجب أن تغير نفسك معرفياً؛ بأن تخاطب نفسك داخلياً، وتقول: ما الذي يجعلني أخاف؟ هذا مجرد قلق اجتماعي، أنا إن شاء الله لن أستجيب له أبداً، وسوف أقتحم هذا الوضع الذي يجعلني أحجم عن التفاعل مع الآخرين أو الخروج وحدي، ولابد أن تتخذ من انقطاعك للصلاة محركاً نفسياً جديداً لك بأن هذا الوضع غير صحيح، وأن المساجد هي بيوت الله، وهي مكان الطمأنينة والخشوع، وتلتقي فيها بأفضل الناس، فما الذي يجعلك تنقطع؟ فأسوأ ما يقع فيه الإنسان هو الاستسلام للمخاوف، فلا تستسلم لها أبداً، وحقرها، وتجاهلها، وقاومها، وقم بأفعال مضادة لها.

العلاج الدوائي موجود، وهو -إن شاء الله- مفيدٌ وجيدٌ جداً، ويساعد كثيراً في علاج الحالة، ولكن لابد أن يدعم بالإجراءات السلوكية التي ذكرناها لك، وهنالك أدوية كثيرة، فهناك دواء يعرف باسم زيروكسات، وآخر يعرف باسم سبراليكس، وآخر يعرف باسم فافرين، ورابع يعرف باسم زولفت، وهي كلها أدوية جيدة وسليمة، وتنتمي إلى مجموعة واحدة، ويمكن الحصول عليها من الصيدليات دون وصفة طيبة في معظم الدول.

الدواء الذي أرشحه هو زولفت، والذي يعرف علمياً باسم سيرتللين، والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بـ50 مليجرام، تناولها ليلاً، ويفضّل تناولها بعد الأكل، واستمر عليها لمدة شهر، وبعد ذلك ارفعها إلى حبتين في اليوم، أي 100مليجرام، يمكن أن تتناولها بمعدل حبة في الصباح وحبة في المساء، أو حبتين مساءً، واستمر عليها لمدة 6 أشهر، وبعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

السرتللين قد يسبب آثاراً جانبية بسيطة، ففي الأيام الأولى قد يسبب عسراً بسيطاً في الهضم؛ وذلك من خلال تأثيره على العصارة المعدية، ويمكن تجنب هذا الشعور بالحوامض، بأن تتناول الدواء بعد الأكل، والأثر الجانبي الثاني هو أنه ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن، والأثر الجانبي الثالث هو أن هذا الدواء قد يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي لدى بعض الرجال، ولكن الدواء لا يؤدي إلى أي نوعٍ من العقم أو التأثير على هرمونات الذكورة.

أيها الفاضل الكريم! هذه الآثار الجانبية التي ذكرتها لك قد لا تحدث مطلقاً، ولكن إن حدثت فأرجو أن لا تنزعج لها، وأؤكد لك أن الدواء سليم وغير إدماني وغير تعودي، وأسأل الله تعالى أن يجعل لك فيه خيراً كثيراً، وبارك الله فيك، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

وللفائدة أكثر حول موضوع الرهاب الاجتماعي وعلاجه السلوكي يمكنك أخي الوقوف على هذه الاستشارات:
(262026 - 262698 - 263579 - 265121، 259576 - 261344 - 263699 - 264538 ).

والله الموفق.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2388 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1731 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3648 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ 1562 الخميس 16-07-2020 06:08 صـ
لا أشعر بالسعادة وأكره لقاء الناس، أرجو تشخيص الحالة. 1904 الأربعاء 15-07-2020 03:33 صـ