أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : هل الحياة ماتت بعد الطلاق
بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا فتاة تزوجت بعيدة عن أهلي في بلد أخرى عند خالتي، وبموافقة والدي نتيجة الثقة العمياء لديهم.
لم أكن أريد الزوج وهو أخو زوج خالتي ولكن خالتي أقنعتني ورضيت.
بعدها علمت أن الزواج مبنيٌ على الغش وحفاظاً على مال وعمل خالتي، فزوجتني وباعتني، مع العلم أنه لا يريدني ولكن غصبوه علي وإلا سيسحبون المال.
تزوجني وهو يحب امرأة أخرى ويفكر بالزواج بها بعد أن يجمع رأس ماله.
بقيت معه شهرين وتركته لأنهم أخفوا علي حقيقته، وهو إنسان لا دين له ولا خلق، ويعمل الموبقات السبع وكل شيءٍ محرم لا يخطر على بالك، أي شيء أو أي عمل قبيح يفعله وبدون تردد، ويريدني أن أكون مثله، تركته وتركت البلد التي كنت فيها معه هروباً.
أغراضي عنده ومالي وذهبي عند خالتي ورجعت وليس معي سوى الله، وأفوض أمري إلى الله إن الله بصيرٌ بالعباد.
فهل بعد الطلاق الحياة ماتت؟
مع العلم أني أدرس وأدعو الله أن أنجح بعد سنتين من الفشل.
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة / ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يخلف عليك خيراً من زوجك السابق، وأن يفتح عليك ويوفقك في دراستك، إنه جوادٌ كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك فلولا ما ذكرته لما صدقت أن هناك خالة تبني سعادتها على سعادة ابنتها لأن الخالة والدة، ولكن يبدو أن كثيراً من الثوابت قد اهتزت عند بعض الناس مع الأسف الشديد، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وكم كنت أتمنى أن يكون لك دور أكبر من ذلك، وهو محاولة إصلاح هذا الإنسان وكسب ثواب الله فيه؛ لأنه إنسان مسكين يظن أنه على شيء أو أنه يساوي شيئاً وفي الواقع هو ضحية من ضحايا النفس والشيطان والهوى، غرته الأماني وغره بالله الغرور، فارتكب تلك المحرمات واقترف كثيراً من الموبقات، ولكن يبدو أن ظروفك وصغر سنك لم تساعدك على القيام بهذا الدور، وعموماً الطلاق ليس معناه الموت، فكم من إنسانة تزوجت ثم طلقت فكان طلاقها خير ألف مرة ومرة، وفتح الله لها وبها خيراً كثيراً، المهم أن تكون استفادت من التجربة الأولى ووعت الدرس جيداً، وحرصت على اختيار الإنسان المناسب شرعاً وعرفاً، ولم تخضع لعواطفها وقلبها، وإنما التزمت الشرع والعقل فكانت بذلك سعادتها، وكثيراً ما يكون الطلاق هو الحل الأمثل والأفضل، وقد يكون أحياناً عكس ذلك، لذا أود إن كانت لديك القدرة والاستعداد للدخول في هذه المعركة مرةً أخرى وأنت أقوى بقصد الإصلاح وإعادة هذا الرجل إلى الطريق الصحيح فأرى ألا تحرمي نفسك هذه المحاولة، وإن كنت واثقة من عدم القدرة على ذلك وعدم جدواه، فأرى أن تواصلي رحلة الانفصال بهدوء، وأن تشغلي نفسك بدراستك، وتجتهدين في تقوية علاقتك بربك ومولاك، وتسألين الله أن يعوض عليك، وأن يخلف عليك بأفضل منه، وما ذلك على الله بعزيز.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق للذي هو خير، والله الموفق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
خائف من أذية الناس لي فكيف أحصن نفسي؟ | 3478 | الخميس 23-07-2020 05:29 صـ |
أتوب من المعصية ثم أرجع لها، فهل سيحرمني الله من النعم؟ | 3580 | الأحد 19-07-2020 02:55 صـ |
أعاني من القلق ونقص العاطفة والحنان من والدي! | 1991 | الأربعاء 15-07-2020 06:09 صـ |
أشعر وكأن الإيمان دخل إلى أعمالي وعقلي، ولم يدخل قلبي! | 1630 | الثلاثاء 14-07-2020 04:30 صـ |
كيف أتخلص من الخوف والاكتئاب؟ | 4144 | الاثنين 13-07-2020 04:12 صـ |