الا من يمطر السنة الجمادا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
الا من يمطر السنة الجمادا | وَمَنْ للجَمْعِ يُطْلِعُهُ النِّجَادَا |
وَمَنْ للخَيْلِ يُقْبِلُهنّ شُعْثاً | وَيَرْكَبُهُنّ شُقْراً، أوْ وِرَادَا |
غَداة َ الرّوْعِ يُنْعِلْهَا الهَوَادِي | من الاعداء واللمم الجعادا |
مجلجة كأن بها اواماً | إلى وقع الصوارم أو جوادا |
يسامحها القياد إلى المعالي | و عند الضيم يمطلها القيادا |
وَمَنْ للحَربِ يَنضَحُ ذِفْرَيَيْهَا | وَيَعْرُكُهَا جِلاداً أوْ طِرَادَا |
يبدل من دم الاعداء فيها | لِصَارِمِهِ الحَمَائِلَ وَالعِمَادَا |
هوى قمر اللانام وكان اوفى | عَلى قَمَرِ التّمَامِ عُلًى وَزَادَا |
فَقُلْ للقَلبِ: لُبَّكَ وَالتّعَزّي | و ثقل للعين جفنك والرقادا |
مَصَائِبُ لا أُنَادِي الصّبرَ فِيهَا | و لا أدعى اليه ولا انادي |
اللعينين قد قذيا بكاء | ام الجنبين قد قلقا وسادا |
كَأنّ الوَسْمَ شَعشَعَ فيهِ قَيْنٌ | بجذوته علطت به الفوادا |
مِنَ القَوْمِ الأولى ملأُوا اللّيَالي | إلى أصْبَارِهَا كَرَماً وَآدَا |
وَرَسّوا في فَوَاغِرِ كُلّ خَطْبٍ | صدور البيض والزرق الحدادا |
اذا صاب الحيا ببلاد ضيم | جَلَوْا عَنهنّ، وَانتَجَعُوا بلادَا |
هُمُ الجَبَلُ المُطِلُّ على الأعادي | إذا رَجَمَ الزّمَانُ بهِ، وَرَادَا |
لهم حسب اذا نقبت عنه | تضرم جمرة وورى زنادا |
لهُمْ أنْفٌ يَذُبّ الضّيمَ عَنهُم | ورأي يفرج الكرب الشدادا |
و ايمان اذا مطرت عطاء | حسبت الناس كلهم جوادا |
تَرَى رَأيَ الفَتَى فيهِمْ مُطَاعاً | و قول المرء منهم مستعادا |
و قد بلغوا من العلياء اقصى | ذوائبها وما بلغوا المرادا |
اشت جميعهم صرف الليالي | |
مُصَابُكَ لمْ يَدَعْ قَلْباً ضَنِيناً | بلغته ولا عينا جمادا |
كَأنّ النّاسَ بَعْدَكَ في ظَلامٍ | أوِ الأيّامَ أُلْبِسَتِ الحِدادَا |
وَكُنْتُ أفَدْتُ خِلّتَهُ، وَلكِنْ | افادني الزمان وما افادا |
فَإنْ لَمْ أبْكِهِ قُرْبَى تَلاقَتْ | مَغارِسُهَا بَكَيْتُ لَهُ وَدَادَا |
يعز علي ان اطويه صفحاً | وَأذْهَبَ عَنْهُ نَأياً أوْ بعَادَا |
تعز ابا عليٍ انَّ خطباً | على العلاة يبلغ ما ارادا |
هو القدر الذي خبطت يداه | |
وَضَعْضَعَ كُلَّ مَنْ حَمَلَ العَوَالي | و ارجل كل من ركب الجيادا |
يعرى ظهر اكثرنا عديداً | و يهجم بيت اطولنا عمادا |
كَذاكَ الدّهرُ إنْ أبْقَى قَليلاً | أحَالَ عَلى بَقِيّتِهِ، وَعَادَا |
وَبَيْنَا المَرْءُ يَجْنِيهِ ثِمَاراً | إلى ان عاد يخرطه قتادا |
و اقرب ما ترى فيه انتقاصاً | إذا مَا قيلَ قَدْ كملَ ازْدِيَادَا |
و نعلم ان سيوجرنا مراراً | باية ان يلمظنا شهادا |
وَمَا تُجْدِي الدّمُوعُ عَلى فَقِيدٍ | و لو غسلت من العين السوادا |
و كنت مقلداً منها حساماً | عَلى الأعْداءِ داهِيَة ً نَآدَى |
فَنافَسَكَ الرّدَى في مَضْرِبَيْهِ | فَبَزّ النّصْلَ، وَاختَلَعَ النِّجَادَا |
فناد اليوم غير ابي شجاع | و صم ابا شجاع ان ينادى |
حدى غير الغمام اليه كوما | تعز على المقاد أن تقادا |
نزائع من رياح الغور شبت | على القلل البوارق والرعادا |
مخضن بهن مخض الوطب حتى | اذا جلجلن اطلقن المزادا |
تَلامَحَتِ البُرُوقُ بِجَانِبَيها | كَأنّ لهَا انْحِلالاً وَانْعِقَادَا |
كَأنّ بهِنّ رَاعي مُرْزِمَاتٍ | ابس فحرك الخور الجلادا |
فيا للناس اوقره تراباً | و استسقي لاعظمه العهادا |
وَمَا السُّقْيَا لِتَبْلُغَهُ، وَلَكِنْ | وَجَدْتُ لهَا عَلى قَلْبي بُرَادَا |