أرشيف الشعر العربي

هل ريع قلبك للخليط المنجد

هل ريع قلبك للخليط المنجد

مدة قراءة القصيدة : 5 دقائق .
هل ريع قلبك للخليط المنجد بلوى البراق تزايلوا عن موعدي
قالوا غدا يوم النوى فتسلفوا عَضّاً لأطْرَافِ البَنَانِ عَلى غَدِ
رَفَعُوا القِبَابَ، وَبَيْنَهُنّ لُبانة ٌ لم تقضها عدة الغزال الاغيد
وَغَدَوُا غُدُوَّ الرّوْضِ ألبَسَهُ الحَيَا نَسْجَينِ بَينَ مُسَرَّدٍ وَمُعَضَّدِ
وَوَرَاهُمُ قَلْبٌ يُشَاقُ وَمُهْجَة ٌ بردت ردى وغليلها لم يبرد
لاثُوا خدودَهُمُ على عِينِ النّقَا وَدُمَى النّمارِقِ وَالغُصُونِ المُيَّدِ
وَأهِلّة ٍ بِتْنَا نَضَلُّ بِضَوْئِهَا وَلَقْدْ تَرَانَا بالأهِلّة ِ نَهْتَدِي
فَسَقَى ثَرَى تلكَ الغُصُونِ نَبَاتِهِ ما شاء من سبل الغمام المزبد
و لقد مررت على الديار فعزني جلدي وكان اعز منه تجلدي
لَوْلا مُكَاثَرَة ُ الدّمُوعِ عَشِيّة ً لعرفت رسم المنزل المتابد
لهفي لأِيّامِ الشّبَابِ عَلى نَدَى أطْرَافهِنّ وَظِلّهِنّ الأبْرَدِ
أيّامَ أنْفُضُ للمِرَاحِ ذَوَائِبي و اروح بين معذل ومفند
وَمُرَجِّلِينَ مِنَ الحِمَامِ غَرَانِقٍ مثل الغصون ثيابها الورق الندي
مُتَمَلّيِينَ مِنَ الشّبَابِ كَأنّهُمْ أقْمَارُ غَاشِيَة ِ الظّلامِ الأرْبدِ
صُقِلَتْ نُصُولُ خدودِهمْ بيدِ الصِّبَا مُرْدُ العَوَارِضِ في زَمَانٍ أمْرَدِ
تَستَنبِطُ الألحَاظُ مَاءَ وَجُوهِهِمْ فيَكادُ يَنقَعُ من غَضَارَتِها الصّدِي
لا تَنفُرُ الحَسْنَاءُ مِنْ مَسّي، وَلا تُثْنَى إذا مُدّتْ إلى أرَبٍ يَدِي
و بياض ما بيني وبين احبتي يوم اللقاء من الغراب الاسود
فالان اذ قرع النوائب مروتي و ألنّ معجم عودي المتشدد
وَقَصرْنَ خَطوِي عن مُرَاهَنة ِ الصِّبَا فخطوت للذات خطو مقيد
البستني برد الوقار ضرورة وارينني جدد الطريق الاقصد
فاليوم اسلس في القياد وطالما منعت فضول عزامتي من مقودي
مالي اذل وصارمي لم ينثلم بِطُلَى العِدى وَقَنايَ لمْ يَتَقَصّدِ
قَدْ طَالَ في ثَوبِ الهُمُومِ تَزَمُّلي فَلآخُذَنّ لِنَهْضَتي مِنْ مَقْعَدِي
و لا ظعنن دجى الظلام بجسرة هوجاء تسئل مورداً عن موارد
في غلمة هدموا ذرى عبدية أنْضَاءِ خَمْسٍ للنَّجَاءِ عَمَرَّدِ
تَصِلُ الدُّؤوبَ كأنّ طاليَ أنْيُقٍ نَضَحَ الذَّفَارَى بالكُحَيلِ المُعْقَدِ
مشق الهجير لحومها وتناضلت أخْفَافُهَا بِالأمْعَزِ المُتَوَقِّدِ
لَوْ عِيدَ مِنْ داءِ الفَهَاهَة ِ وَاحِدٌ صاحت بها الاعراق دونك فازدد
حتى اذا ركبوا الروس من الكرى و تصوب العيون بعد تصعد
جَعَلُوا الخُدُودَ عَلى أزِمّة ِ ضُمّرٍ فَتَلَ الكَلالُ قُيُودَهنّ بلا يَدِ
مِثلُ الصّوَارِمِ وَالدُّجَى أغمادُهَا حتى تسل إلى المغار الابعد
انافي الضحى سرج الحصان وفي الدجى كُورٌ عَلى ظَهْرِ الأمُونِ الجَلْعَدِ
بيدي من الهندي فضل عمامة لا بُدّ أعْصِبُهَا بِرَأسِ مُسَوَّدِ
إنّي لأغْلَطُ آنِفاً بمواسي وَأُقِيمُ مِنْ عُنْقِ الأبيّ الأصْيَدِ
قل للعدى ان بت اوقد نارها مَا بَيْنَنَا أبَداً، إذا لَمْ تَخْمَدِ
فدعوا مصاولة الضراغم وانبحوا نَبحَ الكِلابِ عَلى نجُومِ الأسْعدِ
لا يغررنكم تناوم ضيغم وَتَناذَرُوا وَثَبَاتِ أغْلَبَ مُلْبِدِ
الصارم المشهور ينذر نفسه فخذوا الحذار من الحسام المغمد
وَأقارِبٌ جَعَلُوا العُقُوقَ سَجِيّة ً يَتَوَارَثُونَ سَفَاهَة ً عَنْ قُعْدُدِ
لبسوا لنا زرد النفاق فاصبحوا في ذِمّة ِ الخُلقِ اللّئِيمِ الأوْغَدِ
وكانما تلك الضلوع قساوة تُثْنَى عَلى قِطَعِ الصّفَاءِ الجَلْمَدِ
قالُوا: الصّفاحُ! فقلتُ: إنّ ألِيّة ً أنْ لا أمُدّ يَدِي بِغَيرِ مُهَنّدِ
من كل منجوب الجنان كانه في الروع مطرود وان لم يطرد
ان عاين النقعين انكر قلبه وَنَجَا بِنَاصِيَة ِ الطِّمِرّ الأجْرَدِ
عادُوهُ مِنْ عَيٍّ إذا حضرَ النّدِي
مُتَقَدِّمٌ في لُؤمِهِ مِيلادُهُ ومن الخمول كانه لم يولد
قُلْ للّذِي بالغَيّ سَوّى بَيْنَنَا: اين الغبار من الجبال الركد
لا تدنين مواربين دعوتهم يَوْمَ الطّعَانِ فسَوّفُوكَ إلى الغَدِ
تَرَكُوا القَنَا تَهفُو إلَيكَ صُدُورُهُ والقوم بين مهلل ومغرد
حتّى اتّقَوا بكَ ثَمّ فاغرَة َ الرّدَى فنجوا وانت على طريق المزرد
قذفوك في غمائها وتباعدوا عَنها، وَقالُوا: قُمْ لنفسِكَ وَاقعُدِ
قَطَعَ الزّمَانُ قِبالَ نَعلِكَ، فانْتَعِلْ أُخرَى تَقِيكَ مِنَ العِثَارِ وَجَدِّدِ
يصل الذليل الى العزيز بكيده والشمس تظلم من دخان الموقد
وَاشْدُدْ يَدَيْكَ إلى الوَغَى بمُغامِرٍ نَدْبٍ، لعاداتِ الطّعَانِ مُعَوَّدِ
لم ينقتش شوك القنا من جلده في الروع الا بالقنا المتقصد
مِنْ كُلّ مُرْبَدّة ِ النّجيعِ إذا علَتْ نَغَرَاتُهَا قَطَعَتْ حُضُورَ العُوّدِ
إنْ سَوّمُوهُ إلى الرّهَانِ، فَإنّمَا مسحوا جبين مقلد لمقلد
ما عذر من ضربت به اعراقه حَتّى بَلَغْنَ إلى النّبيّ مُحَمّدِ
أنْ لا يَمُدّ إلى المَكَارِمِ بَاعَهُ وينال منقطع العلا والسؤدد
مُتَحَلّقاً حَتّى تَكُونَ ذُيُولُهُ أبَدَ الزّمَانِ عَمَائِماً للفَرْقَدِ
أعِنِ المَقَادِرَ لا تَكُنْ هَبّابَة ً وَتَأزّرِ اليَوْمَ العَصَبصَبَ وَارْتَدِ
لا تغبطن على البقاء معمراً فلقرب يوم منية من مولد

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (الشريف الرضي) .

تُعَبّرُني فَتَاة ُ الحَيّ أنّي

لكم حرم الله المعظم لا لنا

ألا مَنْ عَذِيرِي في رِجالٍ تَوَاعَدُوا

أقول والهم زميل رحلي

وَمُقَبّلٍ كَفّي وَدَدْتُ بِأنّهُ


روائع الشيخ عبدالكريم خضير