أرشيف المقالات

تفسير سورة الزخرف للناشئين (الآيات 26 - 47)

مدة قراءة المادة : 7 دقائق .
تفسير سورة الزخرف للناشئين
(الآيات 26 - 47)

مضمون الآيات الكريمة من (26) إلى (33) من سورة «الزخرف»:
﴿ الذي فطرني ﴾: الذي خلقني.
﴿ وجعلها كلمة باقية في عقبه ﴾: وجعل كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) كلمة باقية في ذريته فيكون من بينهم مَنْ يدعو إليها على مر الزمن.
﴿ من القريتين ﴾: من إحدى القريتين: مكة والطائف.
﴿ عظيم ﴾: له مكانة في قومه وسلطان ومال وفير.
﴿ أهم يقسمون رحمة ربك ﴾: رَدٌّ من الله سبحانه وتعالى عليهم، وإنكار لموقفهم من الرسالة، يقول لهم: هل بأيديكم رحمة الله؛ فتختارون للرسالة من تريدون من الناس؟!.
﴿ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ﴾: الله - تبارك وتعالى - بحكمته فاوت بين الناس في الأموال والأرزاق، ولم يترك أمر الدنيا للناس يتحكمون فيه، فكيف يترك لهم أمر النبوة، وهو أعظم وأخطر؟!.
﴿ ليتخذ بعضهم بعضًا سخريًّا ﴾: ليكون كل إنسان مسخرًا للآخر؛ حتى يستقيم أمر الحياة.
﴿ أمة واحدة ﴾: أمة واحدة في الكفر؛ حبًّا للدنيا وافتتانًا بنعيمها الزائل.
﴿ معارج ﴾: مصاعد (سلالم).
﴿ عليها يظهرون ﴾: عليها يرتقون ويصعدون.
 
مضمون الآيات الكريمة من (26) إلى (33) من سورة «الزخرف»:
1- في هذه الآيات يرد الله - تبارك وتعالى - على المشركين الذين ادعوا أنهم على ملة إبراهيم والواقع أنهم انحرفوا عن هذه الملة.
2- ثم يناقش اعتراضهم على رسالة النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ليس من أصحاب الجاه والسلطان والمال الوفير من أهل مكة أو أهل الطائف ويبين لهم أن أمر النبوة خاضع لعلمه تعالى وحكمته، يختار لها مَنْ أحبَّ من عباده.
3- وتستمر الآيات في بيان تفاهة متع الدنيا وهوانها على الله؛ لذلك فهو يعطي منها للكافرين دون المؤمنين، ويجعل لمن يكفرون بالرحمن بيوتًا فاخرة وقصورًا عظيمة، سقفها من فضة، وجهزها بالأثاث والأسرَّة الذهبية.
 
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (26) إلى (33) من سورة «الزخرف»:
1- من واجبنا أن نميِّز دائمًا بين الزينة الظاهرة والحقيقة الجوهرية، وألا ننشغل بالزخرف والشكل الجذَّاب عن القيم الأصيلة والمبادئ القويمة.
2- فضل الله الناس على بعض في الرزق وفي الدرجات وجعلهم متفاوتين: منهم الغني ومنهم الفقير، منهم العالم ومنهم الجاهل؛ لينتظم أمر الحياة ويتعاون الناس، ويكون بعضهم مسخرًا لخدمة بعض، لا تسخير إذلال ولا امتهان للكرامة.

 
معاني مفردات الآيات الكريمة من (34) إلى (47) من سورة «الزخرف»:
﴿ زخرفًا ﴾: ذهبًا أو فضة أو زينة مُزَوَّقة.
﴿ وإن كل ذلك لمَّا متاع الحياة الدنيا ﴾: وما كل ذلك النعيم العاجل الذي نعطيه للكفار إلا شيء يتمتع به في الحياة الدنيا الزائلة الحقيرة.
﴿ والآخرة عند ربك للمتقين ﴾: والجنة وما فيها من نعيم وخلود هي خاصة بالمتقين.
﴿ ومن يعش ﴾: ومن يعرض ويتغافل.
﴿ عن ذكر الرحمن ﴾: عن القرآن وما فيه من ذكر وهداية.
﴿ نقيض ﴾: نهيئ ونسبب.
﴿ له قرين ﴾: مصاحب وملازم لا يفارقه.
﴿ وإنهم ليصدونهم عن السبيل ﴾: وإن شياطين هؤلاء المتغافلين عن ذكر الله سبحانه وتعالى يدفعونهم إلى الإعراض عن طريقه القويم.
﴿ بُعْد المشرقيْن ﴾: بعد ما بين المشرق والمغرب.
﴿ فبئس القرين ﴾: بئس الصاحب كنت لي في الدنيا.
﴿ أنكم في العذاب مشتركون ﴾: اشتراك شياطينكم معكم في العذاب يوم القيامة.
﴿ الصم ﴾: من أصموا آذانهم عن سماع الحق.
﴿ العمى ﴾: من تعاموا عن النظر في مظاهر قدرة الله وإبداعه.
﴿ فإما نذهبن بك ﴾: فإن قدرنا عليك الموت قبل أن نريك عذاب هؤلاء.
﴿ الذي وعدناهم ﴾: عذابهم في الدنيا.
﴿ فاستمسك بالذي أوحي إليك ﴾: فتمسك بالقرآن الذي أنزل عليك.
﴿ إنك على صراطٍ مستقيم ﴾: إنك على طريق الحق الذي لا انحراف فيه.
﴿ وإنه لذكر لك ولقومك ﴾: وإن القرآن لشرف عظيم للرسول صلى الله عليه وسلم وللعرب.
﴿ وسوف تسألون ﴾: وسوف تحاسبون يوم القيامة عن كل ما نزل به الذكر الحكيم.
﴿ واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا ﴾: انظر في شرائعهم وما أرسلوا به.
﴿ بآياتنا ﴾: بمعجزاتنا الدالة على صدقه.
﴿ ملئه ﴾: قومه.
﴿ يضحكون ﴾: يسخرون ويستهزئون.
 
مضمون الآيات الكريمة من (34) إلى (47) من سورة «الزخرف»:
1- توضِّح الآيات أن من يتغافل ويتعامى عن دين الرحمن يهيئ له الله شيطانًا يلازمه ويصرفه عن الخير، ويكون سببًا في دخوله النار معه، فيندم حيث لا ينفع الندم.
2- ثم يخفِّف الله سبحانه وتعالى عن رسوله ما وجده من عناد القوم، ويتوعدهم بالانتقام في الدنيا، والعذاب الشديد في الآخرة ويطلب منه أن يثبت على الحق الذي بعث به، وبيَّن له أن القرآن والإسلام شرف له ولقومه، فعليهم أن يشكروا الله على هذه النعمة.
3- ثم تسوق الآيات قصة موسى عليه السلام وفرعون؛ تثبيتًا للنبي صلى الله عليه وسلم وإنذارًا للمكذبين من قومه.
 
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (34) إلى (47) من سورة «الزخرف»:
1- على الدعاة إلى الله أن يثبتوا على الحق، وأن يستهينوا بالصعاب التي يلاقونها مع استمرارهم في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والقول اللين الكريم والقدوة الطيبة.
2- المعركة دائمة بيننا وبين الشيطان وجنوده، والمؤمن العاقل هو الذي يصرف وساوس الشيطان، ولا يستمع إلى إغرائه بالمعاصي ويتخذه دائمًا عدوًّا له فلا يتبع خطواته.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢