جرّي النسيم على ماء العناقيد
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
جرّي النسيم على ماء العناقيد | وَعَلّلي بِالأمَاني كُلَّ مَعْمُودِ |
يا نَفْحَة ً هَزّتِ الأحْشَاءَ شَائِقَة ً | وذكرت نفحات الخرد الغيد |
يضمها الليل في اثناء غيهبه | وَالقَطْرُ يَلْمَسُ أطْرَافَ الجَلامِيدِ |
كأنّها عَنْ طَرِيقِ المُزْنِ طائِشَة ً | لَحْظٌ تُرَدّدُهُ أجْفَانُ مَزْؤودِ |
لَيْتَ الأحِبّة َ أغْرَينَ الرّيَاحَ بِنَا | وان نأين على شحط وتبعيد |
وَلَيْتَهُنّ عَلى يَأسِ اللّقَاءِ لَنَا | عَلّلْنَ بالوَعْدِسَيرَ الضُّمّرِ القُودِ |
أبِيتُ، وَاللّيْلُ مَبْثُوثٌ حَبَائِلُهُ | وَالوَجْدُ يَقنِصُ مِنّي كُلَّ مَجلودِ |
شَوْقاً إلَيكَ، وَإشفاقاً عَلَيكَ، وَلي | دَمعانِ مَا بَينَ مَحْلُولٍ وَمَعقُودِ |
لَيسَ الغَرِيبُ الذي تَنأى الدّيارُ بهِ | إنّ الغَرِيبَ قَرِيبٌ غَيرُ مَوْدُودِ |
يا طائر البان ما غربت عن سكن | يوماًولا كنت عن مأوى بمطرود |
وانت في ظل افنان مهدلة | تحنو عليك بقنوان العناقيد |
مَلأتَ عُشّيكَ طَعماً غيرَ مُحتَلَسٍ | بلا رَقيبٍ، وَوِرْدٍ غَيرِ تَصْرِيدِ |
تبكي ومالك من الف فجعت به | وَلا لُوِيتَ، عَلى بُعْدٍ، بِمَوْعُودِ |
ظلمت ما انت من همي ولا كمدي | إنّ العَلِيلَ لَقَلْبٌ عَادَهُ عِيدِي |
انا الذي ان بكى وجداً فحق له | كم بين باك من البلوى وغريد |
وَخُلّة ٍ جُذِبَتْ تَثْني مَوَدّتَهَا | عَنّي، وَأمسَكْتُ عَنْهَا بالمَوَاعِيدِ |
مني الى الدهر شكوى غير غافلة | عن موثق بحبال العجز مصفود |
يُحارِبُ الهَمَّ إنْ مَالَ الرُّقَادُ بِهِ | حتى تجلى غيابات المراقيد |
بيني وبين المنى اني اقول لها | بيني وبينك قطع البيد والبيد |
وَسَاهِمِينَ عَلى الأكْوَارِ دَأبُهُمُ | قرع السياط باعناق المقاحيد |
عاطيتهم من علالات الكرى نطفاً | وَالسّيرُ يَرْجُمُ جُلمُوداً بجُلمُودِ |
وللحداة على آثارنا زجل | يُغزِي المَطَايَا بأجوَازِ القَرَادِيدِ |
يُقَطَّعُونَ حُبَى الأيّامِ عَنْ طَبَعٍ | وَتَحْتَبي بِالمَعَالي وَالمَحَامِيدِ |
ويهجرون اذا جدت عزائمهم | دنيا تلاعب بالغر المجاويد |
ما الفَقرُ عارٌ وَإنْ كَشّفتَ عَوْرَتَهُ | وانما العار مال غير محمود |
تُلْقَى أكُفّهُمُ في كُلّ نَائِبَة ٍ | ملوية بحبال البأس والجود |
إنْ صَاحَ صَائحُهم يوْمَ الوَغى هَجَموا | عَلى السّوَابِقِ بالبِيضِ المَذاوِيدِ |
وَكَمْ عَدُوّ مَشَتْ فِيهِ رِماحُهمُ | فاستَنصرَ الرّكضَ من جرْداءَ قَيدودِ |
مِنْ كُلّ أبْلَجَ إنْ خَبّتْ عَزَائِمُهُ | القت اليه الاماني بالمقاليد |
إذا تَحَرّقَ، أحْشَاءُ الفَلا مُلِئَتْ | من رعيه خاطر الريبال والسيد |
وَإنْ جَرَى شرِقَتْ بالخَصْلِ رَاحَتُهُ | أخذاً وَبَدّدَ أنْفَاسَ المَجَاهِيدِ |
يابنَ الحُسَينِ وَما دَعوَايَ كاذِبَة ً | اذا نسبتك في الشم المناجيد |
الطاعنين من الاعداء ما لحقوا | والخيل تلطم هامات الصياخيد |
معودون من الايام مرتبة | لا يستطيل اليها كل صنديد |
يأبون يلبس الاظلام ربعهم | ليلاً وما عذبوا طرفاً بتسهيد |
ويغضبون اذا عاطيتهم همماً | مُرَفَّهَاتٍ، وَهَمّاً غَيرَ مَكْدُودِ |
هُمُ الضّيُوفُ لأِرْضٍ غَيرِ آهِلَة ٍ | من الانيس وورد غير مورود |
فانمت ابسطهم باعاً اذا بسطوا | ايديهم لوعيد أو لموعود |
الان جاءت خيول السعد راكضة | تَجرِي بِيَوْمٍ مُضِيءِ الوَجهِ مَجدودِ |
بمولد صقل الاباء حليته | فَطَوّقَ المَجْدُ أعْنَاقَ المَوَالِيدِ |
مَوْلُودَة ٌ نَهَبَ الرّاؤونَ بَهْجَتَها | لثماوعانقها في ثوب محسود |
كانَتْ شِهاباً كسا ظَلماءَهُ وَضَحاً | وَاللّيلُ يَدْخُلُ في أثْوَابِهِ السّودِ |
جاءت بها ليلة تثنى سوالفها | في صدر يوم رشيق القد املود |
لله شمس عليّ جاءت بجوهرة | غَرّاءَ، عَنْ قَمَرٍ بالمَجْدِ مَسعُودِ |
ما عددت منك الا نطفة سلكت | الى الاماني طريق الماء في العود |
نشرت منها خماراً في الفخار طوى | مع النوائب تيجان الصناديد |
شَرِيفَة ٌ رَشّحَتْ مِنْهَا مَنَاسِبُها | لحلية العز مجرى الليث والجيد |
ما كنتَ تَقبَلُ بَذْلَ الدّهرِ تَكرِمَة ً | حَتّى حَبَاكَ بِبَذْلٍ غَيرِ مَرْدُودِ |
أعطَاكَ كَنزَ فَخارٍ كَانَ يَصرِفُهُ | من نسل غيرك في شتى عباديد |
شجى لنفس شجاع الحرب معترضاً | وَفَرْحَة ً لِفُؤادِ العَاتِقِ الرُّودِ |
فرقت عنك العدى تدمى ضمائرها | بِبَاعِ عِزٍّ عَلى الأيّامِ مَمدُودِ |
لا زِلْتَ تَملِكُ، وَالأحداثُ رَاغمة ٌ | عِناقَ غُصْنِ الأماني غيرِ مَخضُودِ |
وَتَستَنِيرُ لكَ الأيّامُ مُلهِيَة ً | يُنمَى بِهَا كُلُّ إصْباحٍ إلى عِيدِ |
يا مطلق السمع والاسماع ما برحت | أسِيرَة ً في يَدَيْ عَذْلٍ وَتَفْنِيدِ |
ورب رزء من الايام منهجهم | عَزّاكَ مِنهُ النُّهَى عَن خَيرِ مَفقُودِ |
ما زِلْتَ تَرْقُبُ إحسانَ الزّمَانِ لَهُ | حَتّى تَبَدّلْتَ مَوْلُوداً بمَوْلُودِ |