مثال عينيك في الظبى الذي سنحا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
مثال عينيك في الظبى الذي سنحا | وَلّى ، وَما دَمَلَ القَلبَ الذي جَرَحَا |
فرُحتُ أقبَضُ أثنَاءَ الحَشَا كمَداً | وراح يبسط اثناء الخطى مرحا |
صفحت عن دم قلب طله هدرا | بُقْياً عَلَيْهِ، فَما أبقَى وَلا صَفَحَا |
حمى له كل مرعى سهم مقتله | وَمَوْرِدَ المَاءِ مَغْبُوقاً وَمُصْطَبحَا |
اما تح انت غرب الدمع من كمد | على الظعائن اذ جاوزن مطلحا |
أتْبَعْتُهُمْ نَظَراً تَدْمَى أوَاخِرُهُ | وَقد رَمَلنَ عَلى رَملِ العَقيقِ ضُحَى |
فيهنّ أحوَى غَضِيضُ الطَّرْفِ رِعيَتُهُ | حَبُّ القُلُوبِ إذا مَا رَادَ أوْ سَرَحَا |
عندي مِنَ الدّمعِ ما لَوْ كانَ وَارِدَهُ | مَطيُّ قَوْمِكَ يَوْمَ الجِزْعِ ما نَزَحَا |
غادرن اسوان ممطوراً بعبرته | يَنحُو مَعَ البارِقِ العُلوِيّ أينَ نحَا |
يروعه الركب مجتازاً ويزعجه | زجر الحداة تشل الاينق الطلحا |
هَلْ يُبلِغَنّهُمُ النّفسَ التي ذَهَبَتْ | فيهم شعاعاً أو القلب الذي قرحا |
ان هان سفح دمي بالبين عندهم | فَوَاجِبٌ أن يَهونَ الدّمعُ إنْ سُفِحَا |
قل للعواذل مهلاً فالمشيب غداً | يغدو عقالً لذي القلب الذي طمحا |
هَيهاتَ أُحوَجُ مَعْ شَيبي إلى عَذَلٍ | فالشيب اعذل ممن لامني ولحا |
قِفْ طالعاً أيّها السّاعي ليُدْرِكَني | فَبَعدَكَ الجَزَعُ المَغرُورُ قَدْ قَرَحَا |
لا عز اخبثنا عرقاً واهجننا | اماً واصلدنا زنداً اذا قدحا |
ظن راسك قد اعياك محمله | وَرُبّ ثِقْلٍ تَمَنّاهُ الذي طُرِحَا |
كَمِ المُقَامُ عَلى جيلٍ سَوَاسِيَة ٍ | نَرْجو النّدى من إنَاءٍ قَلّ ما رَشَحَا |
تشاغل الناس باستدفاع شرهم | عن ان يسومهم الاعطاء والمنحا |
في كُلّ يَوْمٍ يُنَادِيني لِبَيْعَتِهِ | مشمر في عنان الغي قد جمحا |
ان تمنينَّ لمنديل اذاً لكم | مَتَى يَشَا مَاسحٌ مِنكُمْ بهَا مَسَحَا |
الام اصفيكم ودي على مضض | وَكَمْ أُنِيرُ وَأُسْدِي فيكُمُ المِدَحَا |
يَرُومُ نُصْحيَ أقوَامٌ وَرَوْا كَبِدي | وَالعَجزُ أنْ يُجعَلَ الموْتورُ مُنتصَحَا |
ارى جناني قد جاشت حلائبه | ما يمنع القلب من فيض وقد طفحا |
شَمّرْ ذُوَيلَكَ، وَارْكَبها مذكَّرَة ً | واطلب عن الوطن المذموم منتدحا |
وَحَمّلِ الهَمّ، إنْ عَنّاكَ نَازِلُهُ | غَوَارِبَ اللّيلِ وَالعَيرَانَة َ السُّرُحَا |
وَانفُضْ رِجالاً سقَوْكَ الغَيظَ أذنبَة ً | وَأوْرَثوكَ مَضِيضَ الدّاءِ وَالكَشَحَا |
ان عاينوا نعمة ماتوا بها كمداً | وان رأوا غمة طاروا بها فرحا |
أوْهَتْ أكفُّهُمُ بَيْني وَبَيْنَهُمُ | فَتْقاً بغَيرِ العَوَالي قَلّ ما نُصِحَا |
نالوا المعالي ولم تعرق جباههم | فيها لُغُوباً، وَما نالَ الذي كَدَحَا |
سائل عن الطود لم خفت قواعده | وكان ان مال مقدار به رجحا |
قَدْ جَرّبوهُ، فَما لانَتْ شَكيمَتُهُ | وحملوه فما اعيا ولا رزحا |
رَمَوْا بِهِ الغَرَضَ الأقصَى ، فشافَههُ | مر القطامى جلى بعد ما لمحا |
من العراق الى اجبال خرمة ٍ | يا بعده منبذاً عنا ومطرحا |
ليس الملوم الذي شد اليدين به | بَلِ المَلُومُ المُرَزّا مَنْ بِهِ سَمَحَا |
هُوَ الحُسَامُ، فَمَنْ تَعلَقْ يداهُ به | يضمم على الصفقة العظمى وقد ربحا |
ان اغمدوه فلم تغمد فضائله | وَلا نَأى ذِكْرُهُ الدّاني، وَقد نزَحَا |
أهدَى السّلامَ إلَيكَ اللَّهُ ما حَمَلَتْ | غَوَارِبُ الإبِلِ الغَادِينَ وَالرَّوَحَا |
ولا اغب بلاداً انت ساكنها | مَسرَى نَسيمٍ يُميطُ الداءَ إنْ نَفَحَا |
أغْدُو عَلى سُبُلِ الأنْوَاءِ مُشْتَرِطاً | سقياك في البلد النآي ومقترحا |
افردت للهمّ صدراً منك متسعاً | عَلى الهُمومِ، وَقلباً منكَ مُنشَرِحَا |
كساهم البهمة الدهماء عجزهم | والعزم البسك التحجيل والفرحا |
عَلّ اللّيَاليَ أنْ تُثْنى بِعَاطِفَة ٍ | فيَستَقيلَ زَمَانٌ بَعدَما اجتَرَحَا |
كمَا رَمَى الدّاءُ عُضْواً بَعدَ صِحّتهِ | كذا اذا التاث عضور بما اصطلحا |
وَكَمْ تَلاحَمَ كَرْبٌ عِندَ مُعْضِلَة ٍ | فانجَابَ عَنْ قَدَرٍ لِلَّهِ، وَانفَسَحَا |
ارى رجالاً كبهم القاع عندهم | سِيّانِ مَنْ مَزّقَ الآرَاءَ أوْ صَرَحَا |
يعلو على قلل الاعناق بينهم | من غش رئاً ويوطا عنق من نصحا |
تَظاهَرُوا بِنِفَاقِ الغَيّ عِنْدَهُمُ | حتّى ادّعاهُ على مكرُوهِهِ الفُصَحَا |