أرى نفسي تتوق إلى النّجومِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أرى نفسي تتوق إلى النّجومِ | سَأحمِلُهَا عَلى الخَطَرِ العَظيمِ |
وإنَّ أذى الهموم على فؤادي | أضَرُّ مِنَ النّصُولِ عَلى أدِيمي |
وَإنّي، إنْ صَبَرْتُ ثَنَيتُ قَلبي | على طرفٍ من البلوى اليم |
وَلي أمَلٌ كصَدْرِ الرّمحِ ماضٍ | سوَى أنّ اللّيَالي مِنْ خُصُومي |
وَيَمنَعُني المُدامَ طُرُوقُ هَمّي | فما يحظى بها إلاّ نديمي |
وما أوفت على العشرين سنّي | وقد أوفى على الدّنيا غريمي |
ونجوى قد شهدت وعدتْ ألقي | عنان فمي إلى قلبٍ كتوم |
وهول يرعد النّسيان منه | ركبت معارض الجدّ المروم |
إذا ما حاجة قضيت بسيفي | شكرت لها يد الليل البهيم |
وَيَعرِفُني العَدُوُّ بِوَقْعِ رُمْحي | إذا ما الوجه موّه بالسّهُومِ |
وما لي همّة إلاّ المعالي | وذبّ الضيم عن نسب صميمِ |
وَقَوْدُ الخَيلِ تَرْكَعُ مِنْ وَجَاها | وَقد غَلَبَ النّجيعُ عَلى الكُلومِ |
تصبح في الطُّلى بدراك طعن | كرَمحٍ الشّوْلِ زُغنَ عن المُسيمِ |
ويذهلها إذا التقت العوالي | ضرام الطّعن عن مضغِ الشّكيمِ |
وكلّ نحيلة كالسّهمِ تصمي | عرانين الأماعز والخروم |
تريني الشمسُ أوّلَ مَن يراها | وآخر شأوها طلق الظليم |
وحثّ العيس تستلب الفيافي | بِإملاءِ الذّميلِ عَلى الرّسِيمِ |
جَزَعنَ اللّيلَ، وَالآفاقُ خُلسٌ | كأنّ نجومها نغل الأديم |
وأبلج مثل فرق الرّأس نهج | قَطَعْنَ وَما قَلِقْنَ مِنَ السُّؤومِ |
وَمَاءٍ قَدْ تَخَفّرَ بالدّيَاجي | عَنِ الطُّرَاقِ وَالسَّلَمِ المُقِيمِ |
وردن ولا دلاء لهنّ إلاّ | مشافرهنَّ في الورد الجموم |
وَعُدنَ، وَقد وَهَى سِلكُ الثّرَيّا | وكرّ الصّبح في طلبِ النجومِ |
وَقَدْ لاحَتْ لأِعْيُنِنَا ذُكَاءٌ | وراء الفجرُ كالخدِّ اللَّطيمِ |
ومختلط النّدى أرج الخزامى | رَطِيبِ ذَوَائِبِ الكَلإِ العَمِيمِ |
أبَحْتُ حَرِيمَهُ إبلي، فَأمْسَتْ | تغير شفاههنَّ على الجميمِ |
ألا هل أطرق السّمرات يوماً | بريء القلب من عنت الهموم |
وألصق عقلها بربى ً تراها | مِنَ الأنْوَاءِ ضَاحِكَة َ الوُشُومِ |
أرَى الأيّامَ عَادِيَة ً عَلَيْنَا | ببيض من نوائبها وشيم |
يضلّ نفوسنا داء عقام | فيسلمنا إلى أرضٍ عقيمِ |
وَنُتْبِعُ بالدّمُوعِ، وَأيُّ دَمْعٍ | يُجِيرُ، وَلَوْ أقَامَ عَلى السُّجومِ |
وَيُفْرِدُنَا الزّمَانُ، بِلا قَرِيبٍ | يذمّ من الزّمانِ ولا حميمِ |
وَنَلْقَى قَبْلَ لُقْيَانِ المَنَايَا | رِمَاحَ الدّاءِ تَطعَنُ في الجُسومِ |
فلو كانت خصوصاً سرّ قومٌ | ولكنَّ العناء على العمومِ |
وَيُكْثِرُ مَطليَ الغُرَمَاءُ، إلاّ | إذا رَاحَ الرّدَى ، وَغَدا غَرِيمي |
رَأيتُ المَالَ يَرْفَعُ مِنْ سَفِيهٍ | وَعُدْمُ المَالِ يُنقِصُ مِن حليمِ |
فَلَيتَ كَرِيمَ قَوْمٍ نالَ عِرْضِي | ولم يدنّس بذم من لئيمِ |
يلوم وقد ألام وشرُّ شيء | إذا لاقَاكَ لَوْمٌ مِنْ مُلِيمِ |
أشُبّ، لأحرِقَ الأعداءَ، لحظي | فيُرْجِعُني إلى الإغْضَاءِ خِيمي |
أبى لي الدّم آباءٌ تساموا | إلى عنقاءِ طيّبة الأروم |
إذا اشتملوا على الأعداءِ عادوا | وَقَدْ غَمَرُوا الضّغائِنَ بالحُلُومِ |
ألا مَنْ مُبلِغُ الأحْيَاءِ أنّي | قَطَعْتُ قَرَائِنَ الزّمَنِ القَدِيمِ |
وَأنّي قَدْ أبِيتُ مُقَامُ رَحْلي | بوَادي الرّمثِ أوْ جَبَلِ الغَميمِ |
وَعَنْ قُرْبٍ سَيَشغَلُني زَمَاني | برعي النّاس عن رعي القروم |
وَمَا لي مِنْ لِقَاءِ المَوْتِ بُدٌّ | فمالي لا أشدّ له حزيمي |
سَألتَمِسُ العُلَى إمّا بِعُرْبٍ | يُرَوّونَ اللّهَاذِمَ أوْ بِرُومِ |
وَلَوْ أنّي أُعِنْتُ بِآلِ عُكْلٍ | رغبتُ عن الذّوائبِ من تميمِ |
حذاركمُ بني الضحاك إنّي | إلى الأمر الذي تومون أُومي |
فَلا تَتَعَرّضُوا بِذِرَاعِ عَادٍ | مُدِلٍّ عِنْدَ خِيسَتِهِ شَتِيمِ |
فإنْ تَكُ مَدّحَة ٌ سَبَقَتْ فإنّي | بضدّ نظامها عين الزّعيم |
وقافية تخضخض ما ترامت | به الأيام في عرض اللّئيمِ |
تُرَدِّدُ مَا لهَا مِمّنْ يَعِيهَا | سِوَى الإطْرَاقِ مِنهَا وَالوُجُومِ |
لهَا في الرّأسِ سَوْرَاتٌ يُطَاطي | لها الإنسانُ كالرّجلِ الأميمِ |
ليعلم من أُناضل أنَّ شعري | يطالعُ بالشّقاء وبالنّعيم |