من اي الثنايا طالعتنا النوائب
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
من اي الثنايا طالعتنا النوائب | واي حمى منا رعته المصائب |
خَطَوْنَ إلَينا الخَيلُ وَالبِيضُ وَالقَنا | فَمَا مَنَعَتْ عَنّا القَنا وَالقَوَاضِبُ |
وضل بنا قصد الطريق كانما | تؤم المنايا لا النجاء الركائب |
نروغ كما راغ الطرائد دونها | وتجلبنا عوداً اليها الجوالب |
طِوَالُ رِمَاحٍ لا تَقي، وَعَقائِلٌ | من الجرد لا ينجو عليهن هارب |
فاين النفوس الآبيات مليحة | من الضّيمِ وَالأيدي الطّوالُ الغَوالِبُ |
واين الطعان الشزر يثنى بمثله | رِقَابُ الأعادي دُونَنَا وَالكَتائِبُ |
اذا لم يعنك الله يوماً بنصرة | فاكبر اعوان عليك الاقارب |
وَإنْ هُوَ لَمْ يَعصِمْكَ منهُ بجِنّة ٍ | فقد اكتبت للضاربين المضارب |
تَناهَى بِنا الآجَالُ عَنْ كلّ مُدّة ٍ | وما تنتهي بالطالبين المطالب |
نُغَرّ بإيعَادِ الرّدَى ، وَهْوَ صَادِقٌ | وَنَطمَعُ في وَعدِ المُنَى ، وَهوَ كاذِبُ |
أفي كُلّ يَوْمٍ لي صَديقٌ مُصَادِقٌ | يُجيبُ المَنَايَا، أوْ قَريبٌ مُقارِبُ |
لَعَمْرِي، لَقَدْ أبْقَى عَليّ بيَوْمِهِ | لواعج تمليها عليَّ العواقب |
رماه الردى عن قوسه فاصابه | ولم يغننا ان درعتنا التجارب |
هُوَ الوَالِجُ العَادي الّذِي لا يَرُوعُه | من الباب بواب عليه وحاجب |
وَلا نَاصِرٌ، سِيّانِ مَنْ هُوَ حاضِرٌ | إذا مَا دَعَا مِنّا، وَمَنْ هُوَ غائِبُ |
نَسِيرُ وَلِلآجَالِ فَوْقَ رُؤوسِنَا | وَمِنهُ وَرَاءَ التُّرْبِ أبيَضُ قاضِبُ |
وما يعلم الانسان في اي جانب | من الارض يأوي منه في الترب جانب |
مُصَابٌ رَمَى مِنْ هاشِمٍ في صَميمِها | فَأمسَتْ ذُرَاها خُشّعاً وَالغوارِبُ |
وَأطلَقَ من وَجدٍ حُباها، وَلمْ تكُنْ | لهاشم لولاه العقول العوازب |
وزالت له الاقدام عن مستقرها | كمَا مالَ للبَرْكِ المَطيُّ اللّوَاغِبُ |
أطالَ بهِ الشّبّانُ لَطْمَ خُدودِهمْ | وصك له غر الوجوه الاشايب |
يَعَضُّونَ مِنْهُ بِالأكُفّ، وَإنّما | تُعَضّ بِأطْرَافِ البَنَانِ العَجائِبُ |
مضى املس الاثواب لم يخز مادح | بِإطْنَابِهِ فِيهِ، وَلمْ يُزْرَ عائِبُ |
وَخَلَّى فِجَاجاً لا تُسَدّ بِمِثْلِهِ | وَتِلْكَ صُدُوعٌ أعوَزَتْها الشّوَاعِبُ |
لَقَدْ هَزّ أحْشَاءَ البَعِيدِ مُصَابُهُ | فكيف المداني والقريب المصاقب |
وَلمْ أنْسَهُ غَادٍ، وَقدْ أحْدَقَتْ بهِ | أدانٍ تُرَوّي نَعْشَهُ وَأقَارِبُ |
يَحِسّونَ مِنْ أعوَادِهِ ثِقْلَ وَطئهِ | وَمَا أثْقَلَ الأعناقَ إلاّ المَنَاقِبُ |
كأنا عرضنا زاعبيا مثقفا | على نعشه قد جربته المقانب |
تَعَاقَدَ حَاثُو تُرْبِهِ أيّ نَجْدَة ٍ | وَهَلْ ذاكَ مُغنٍ، وَالمَنايا الجَواذِبُ |
وَقارَعَني دَهْرِي علَيْهِ، فَحازَه | ألا إنّ أقْرَانَ اللّيَالي غَوالِبُ |
وَكُنتُ بِهِ ألقَى الحُرُوبَ، وَأتّقي | فجاء من الاقدار ما لا احارب |
تعاقد حاثوا تربة اي نجدة | تلاقت عليها بالتراب الرواجب |
كَأنّهُمُ أدْلَوْا إلى القَبْرِ ضَيغَماً | ينوء وتثنيه الاكف الحواصب |
واي حسام اغمدوا في ضريحه | كهمك لا يعصى به اليوم ضارب |
فَآثَارُهُ مُحْمَرّة ٌ في عَدُوّهِ | ومنه الترب ابيض قاضب |
وما كان الا برهة ثم اسفرت | نزوعاً عن الوجد الوجوه الشواحب |
وَجَفّتْ عُيُونُ البَاكِياتِ وَأُنسِيَتْ | من الغد ما كانت تقول النوادب |
تَسَلَّوا، وَلَوْلا اليَأسُ ما كنتُ سالِياً | وَقَدْ يَصْبِرُ العَطشانُ وَالوِرْدُ ناضِبُ |
ألَسنَا بَني الأعمامِ دُنيا، تَمازَجَتْ | باخلاقهم اخلاقنا والضرائب |
جَميعاً نَمَانَا في رُبَى المَجْدِ هَاشِمٌ | وَأنْجَبَ عِرْقَيْنَا لُؤيٌّ وَغَالِبُ |
إذا عُمّمُوا بِالمَجدِ لاثَتْ بِهَامِنَا | عمائمهم اعراقنا والمناسب |
نرى الشم من انافنا في وجوههم | وَأعْنَاقُنَا طَالَتْ بِهِنّ المَنَاصِبُ |
وكم داخل ما بيننا بنميمة | تقطر لما زاحمته المصاعب |
سوى هبوات شابت الود بيننا | واي وداد لم تشبه الشوائب |
لَنَا الدّوْحَة ُ العُلْيَا التي نَزَعَتْ لهَا | إلى المَجْدِ أغصَانُ الجُدُودِ الأطايبُ |
اذا كان في جو السماء عروقها | فاين اعاليها واين الذوائب |
علونا الى اثباجها ولغيرنا | عَنِ المَنكِبِ العالي، إذا رَامَ ناكِبُ |
فَمَا حَمَلَ الآبَاءُ مِنّا، وَساقَطَتْ | الى الارض منا المنجبات النجائب |
سيوف على الاعداء تمضي نفوسها | ولم تتبدَّ لهن ايدٍ ضوارب |
فان تر فينا صولة عجرفية | فقد عرفت فينا الجدود الاعارب |
فصبراً جميلاً انما هي نومة | وتلحقنا بالاولين النوائب |
وَلَيْسَ لِمَنْ لَمْ يَمنَعِ اللَّهُ مانعٌ | ولا لقضاء الله في الارض غالب |
ولو رد ميتاً وجد ذي الوجد بعده | لردك وجدي والدموع السوارب |
سَيُعطي رِجَالٌ مَا مَنَعتَ وَيَشتَفي | من الاقرباء الابعدون الاجانب |
لنا فيك عند الدهر ثار هزيعه | واني لثارات المقادير طالب |
أدَرّتْ عَلَيْكَ السّارِياتُ وَرَقرَقَتْ | عَلى ذلِكَ القَبرِ الرّياحُ الغَرَائِبُ |
ولا زال عن ذاك الضريح منور | مِنَ الرّوْضِ تَفليهِ الصَّبَا وَالجَنائِبُ |
وَلا، بَلْ سَقَينَاكَ الدّمُوعَ، وَإنّنَا | لنأنف ان قلنا سقتك السحائب |