أشَوْقاً، وَمَا زَالَتْ لَهُنّ قِبَابُ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أشَوْقاً، وَمَا زَالَتْ لَهُنّ قِبَابُ | وذكر تصاب والمشيب نقاب |
وغير التصابي للكبير تعلة | وغير الغواني للبياض صحاب |
وما كل ايام المشيب مريرة | ولا كل ايام الشباب عذاب |
أُؤّملُ مَا لا يَبلُغُ العُمْرُ بَعضَهُ | كأن الذي بعد المشيب شباب |
وطعم لبازي الشيب لا بد مهجتي | اسف على راسي وطار غراب |
لِدَاتُكَ إمّا شِبْتَ واتّبَعُوا الرّدَى | جميعاً واما ان رديت وشابوا |
بُكَاءٌ على الدّنْيا وَلَيسَ غَضارَة ً | وماض من الدنيا وليس مآب |
اذا شئت قلبت الرمان وصافحت | لِحاظي أُمُوراً، كُلّهُنّ عُجابُ |
ضَلالاً لقَلْبي ما يُجنّ مِنَ الهَوَى | ومن عجب الايام كيف يصاب |
يُعَذَّلُ أحيَاناً، وَيُعذَرُ مِثْلَها | ويستحسن البادي به ويعاب |
وان افظ المالكين خريدة | وان اضن الباذلين كعاب |
ولما ابى الاظعان الا فراقنا | وَللبَيْنِ وَعْدٌ لَيْسَ فيهِ كِذابُ |
رجعت ودمعي جازع من تجلدي | يَرُومُ نُزُولاً للجَوَى فَيَهَابُ |
وَأثقَلُ مَحمُولٍ عَلى العَينِ دَمعُها | إذا بَانَ أحْبَابٌ وَعَزّ إيَابُ |
فمن كان هذا الوجد يعمر قلبه | فقلبي من داء الغرام خراب |
وَمَنْ لَعِبَتْ بِيضُ الثّغُورِ بعَقْلِهِ | فعندي احر الباردين رضاب |
يَعِفّ عَنِ الفَحشاءِ ذَيْلي، كأنّما | عَلَيْهِ نِطَاقٌ دُونَها وَحِجَابُ |
اذا لم انل من بلدة ما اريده | فَمَا سَرّني أنّ البِلادَ رِحَابُ |
وَهَلْ نافعي أنْ يَكثُرَ الماءُ في الدُّنَا | ولما يجرني ان ظمئت شراب |
وَلي سَاعَة ٌ في كُلّ أرْضٍ، كأنّمَا | عَلى الجَوّ مِنها وَالعُيُونِ ضَبَابُ |
بَعيدَة ُ أُولَى النّفْعِ مِنْ أُخْرَيَاتِهِ | وللطعن فيها جيئة وذهاب |
وما بين خيلي والمطالب حاجز | وَلا دُونَ عَزْمي للظّلامِ حِجَابُ |
جياد الى غزو القبائل تمتطي | وَأرْضٌ إلى نَيْلِ العَلاءِ تُجَابُ |
وابلج وطاء على خد ليله | كما فارق للنصل المضي قراب |
يَعَافُ طَعاماً مَا جَنَاهُ حُسَامُهُ | وخير من الطعم الذليل تراب |
وَخُذْ ما صَفا في كُلّ دَهرٍ، فإنّما | ظَلامُ اللّيَالي، وَالرّمَاحَ جَنَابُ |
وَمَا يَبْلُغُ الأعْداءُ مِنّي بِفَتْكَة ٍ | ودوني فناء للأمير وباب |
تَسَاقَطُ أطْرَافُ الأسِنّة ِ دُونَهُ | وَتَنْبُو، وَلَوْ أنّ النّجُومَ حِرَابُ |
لَبِستُ بهِ ثَوْباً مِنَ العِزّ، يُتّقَى | طِعَانٌ مِنَ البَلْوَى بهِ، وَضِرَابُ |
دَعَوْتُ، فَلَبّاني، وَلوْ كنتُ داعِياً | سِوَاهُ مَضَى قَوْلٌ وَعَيَّ جَوَابُ |
وان الطعايا من يمين محمد | لأمْطَرُ مِنْ قَطْرٍ مَرَاهُ سَحَابُ |
لحَاظٌ كَمَا شَقّ العَجاجَ مُهَنّدٌ | ووجه كما جلى الظلام شهاب |
بلا شافع يعطي الذي انت طالب | وَبَعْضُ مَوَاعِيدِ الرّجَالِ سَرَابُ |
فَتًى تَقْلَقُ الأعداءُ مِنْهُ، كَأنّهُ | لَظَى نَاجِرٍ، وَالخالِعُونَ ضَبَابُ |
اذا شاء ناب القول عن فعلاته | وقام مقام العضب منه كتاب |
يُعَظَّمُ أحيَاناً، وَلَيسَ تَجَبُّرٌ | وينظر غضبانا وليس سباب |
بَغيضٌ إلى قَلبي سِوَاهُ، وَإن غَدَتْ | لَهُ نِعَمٌ تَتْرَى إليّ رِغَابُ |
وَعِبْءٌ عَلى عَيْنيّ رُؤيَة ُ غَيْرِهِ | ولو كان لي فيه منى وطلاب |
فَلا جودَ إلاّ أنْ تَمَلّ مَطَامِعٌ | ولا عفو الا ان يطول عقاب |
فداؤك قوم انت عال عليهم | شِدادٌ عَلى بَذْلِ النّوَالِ صِعَابُ |
إذا بَادَرُوا مَجداً بَرَزْتَ، وَبَلّدُوا | وَإنْ طالَعُوا عِزّاً شَهِدْتَ وَغابُوا |
وَقاؤكَ مِنْ ذَمّ العِدى خُلفُ نائلٍ | يَدُرّ، وَلَمْ تُرْبَطْ عَلَيهِ عِصَابُ |
وَما كلّ مَن يَعلُو كقَدرِكَ قَدْرُهُ | ولا كل سام في السماء عقاب |
وَمَا المَلِكُ المَنْصُورُ إلاّ ضُبَارِمٌ | لَهُ منكَ ظُفرٌ في الزّمانِ وَنَابُ |
بعزمك يمضي عزمه في عدوه | مضَاءَ طَرِيرٍ أيّدَتْهُ كِعَابُ |
تلافيت اسراب الرعية بعد ما | توقد اضغان لها وضباب |
ولما طغى باد واضرم ناره | عَلى الغَدْرِ، إنّ الغَادِرِينَ ذِئَابُ |
بَعَثْتَ لَهُ حَتْفاً بغَيرِ طَليعَة ٍ | تخب به قب البطون عراب |
نزائع يعجمن الشكيم وقد جرى | عَلى كُلّ فَيفَاءٍ دَمٌ وَلُعَابُ |
خَواطِرُ بالأيدي لَوَاعِبُ بالخُطَى | وللطعن في لباتهن لعاب |
وَلا أرْضَ إلاّ وَهْيَ تَحثُو تُرَابَهَا | عليه وترميه رباً وعقاب |
فَوَلّى وَوَلّيْتَ الجِيَادَ طِلابَهُ | وسالت مروج بالقنا وشعاب |
تغامس في بحر الحديد وخلفه | لماء المنايا زخرة وعباب |
وقد كان ابدى توبة لو قبلتها | وَلَوْ نَفَعَ الجَاني عَلَيْكَ مَتَابُ |
كاني بركب حابس هو منهم | اقاموا بارض والجذوع ركاب |
عَوَارِيَ إلاّ مِنْ دَمٍ فَتَأتْ بهِ | مَعاصِمُ مِنْ أسرِ الرّدَى وَرِقَابُ |
ولله عار في بنانك متنه | يشب ومن لون المداد خضاب |
امين على سر وليس حفيظة | وماض على قرن وليس ذباب |
وما مسه مجد بلى ان راحة | لها نسب في الماجدين قراب |
وَإنّي لأرْجُو مِنْكَ حَالاً عَظِيمَة ً | وَأمْراً أُرَجّي عِنْدَهُ وَأهَابُ |
لعل زماني ينثني لي بعطفة | وَتَرْضَى مُلِمّاتٌ عَليّ غِضَابُ |
وما انا ممن يجعل الشعر سلماً | الى الامر ان اغنى غناه خطاب |
وليس مديح ما قدرت فان يكن | مديح على رغمي فليس ثواب |
أبَى لي عَليٌّ وَالنّبيُّ وَفَاطِمٌ | جُدوديَ أنْ يُلوِي بعِرْضِيَ عَابُ |
فلا تغض عن يوم العدو وليله | وَثَمّ طُلُوعٌ بِالأذَى وَغِيَابُ |
فَقَد يَحمِلُ الباغي عَلى المَوْتِ نفسَه | اذا صفرت مما اراد وطاب |
وخذ ما صفا من كل دهر فانما | غَضَارَتُهُ غُنْمٌ لَنَا وَنِهَابُ |
وعش طالعاً في العز كل ثنية | عَلَيْكَ خِيَامٌ للعُلَى وَقِبَابُ |