أيَا لِلَّهِ! أيُّ هَوًى أضَاءَ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أيَا لِلَّهِ! أيُّ هَوًى أضَاءَ | بريق بالطويلع اذ ترائى |
ألَمّ بِنَا كَنَبضِ العِرْقِ وَهناً | فَلَمّا جَازَنَا مَلأَ السّمَاءَ |
كأن وميضه ايدي قيون | تُعِيدُ عَلى قَواضِبِهَا جلاءَ |
طربت إليه حتى قال صحبي | لأمرٍ هَاجَ مِنكَ البَرْقُ داءَ |
وَلمْ يَكُ قَبلَها يَقتَادُ طَرْفي | وَلا يَمضِي بلُبّي حَيْثُ شَاءَ |
خليلي اطلقا رسني فاني | اشدكما على عزم مضاء |
أبَتْ لي صَبْوَتي إلاّ التِفَاتاً | إلى الدّمَنِ البَوَائِدِ وانثِنَاءَ |
فان تريا إذا ما سرت شخصي | امامكما فلي قلب وراء |
وَرُبّتَ سَاعَة ٍ حَبّسْتُ فيهَا | مطايا القوم امنعها النجاء |
على طلل كتوشيع اليماني | امح فخاً لط البيد القواء |
قفاز لا تهاج الطير فيها | وَلا غَادٍ يَرُوعُ بِهَا الظّبَاءَ |
فَيا لي مِنْهُ يُصْبيني أنِيقاً | بسَاكِنِهِ، وَيُبكِيني خَلاءَ |
انادي الركب دونكم ثراه | لعل به لذي داء دواء |
تَسَاقَيْنَا التذَكّرَ، فَانثَنَينَا | كَأنّا قَدْ تَساقَيْنَا الطّلاءَ |
وَعُجنَا العِيسَ تُوسِعُنا حَنِيناً | تُغَنّينَا، وَنُوسِعُها بُكَاءَ |
الى كم ذا التردد في التصابي | وفجر الشيب عندي قد اضاءَ |
فَيا مُبدي العُيُوبِ سَقَى سَواداً | يكون على مقابحها غطاءَ |
شبابي ان تكن احسنت يوما | فقد ظلم المشيب وقد اساءَ |
وَيا مُعطي النّعيمِ بِلا حِسابٍ | أتَاني مَنْ يُقَتّرُ لي العَطَاءَ |
متاعٌ اسلفتناه الليالي | وَأعجَلَنا، فأسْرَعْنا الأدَاءَ |
تسخطنا القضاءَ ولو عقلنا | فَما يُغني تَسَخُّطُنا القَضاءَ |
سامضي للتي لا عيب فيها | وان لم استفد الا عناءَ |
واطلب غاية ان طوحت بي | اصابت بي الحمام أو العلاءَ |
انا ابن السابقين الى المعالي | اذا الامد البعيد ثنى البطاءَ |
اذا ركبوا تضايقت الفيافي | وعطل بعض جمعهم الفضاءَ |
نماني من أبات الضيم نام | افاض علي تلك الكبرياءَ |
شَأوْنَا النّاسَ أخلاقاً لِداناً | وايمانا رطابا واعتلاءَ |
ونحن النازلون بكل ثغر | نريق على جوانبه الدماءَ |
ونحن الخائضون بكل هول | اذا دب الجبان به الضراءَ |
ونحن اللابسون لكل مجد | اذا شئنا ادراعا وارتداءَ |
أقَمنَا بالتّجارِبِ كُلَّ أمْرٍ | أبَى إلاّ اعوِجَاجاً والتِواءَ |
نَجُرّ إلى العُداة ِ سُلافَ جَيشٍ | كعَرْضِ اللّيلِ يَتّبِعُ اللّوَاءَ |
نُطيلُ بهِ صَدى الجُرْدِ المَذاكي | إلى أنْ نُورِدَ الأسَلَ الظِّمَاءَ |
إذا عَجْمُ العِدا أدْمَى وأصْمَى | وَطَيّرَ عَن قَضيبِهِمُ اللّحَاءَ |
عجاج ترجع الارواح عنه | فَلا هُوجاً يُجِيزُ وَلا رُخَاءَ |
شواهق من جبال النقع ترمي | بها ابدا غدوا أو مساءَ |
وغرٍ آكل بالغيب لحمي | وان لاكله داءً عياءَ |
يسيء القول اما غبت عنه | ويحسن لي التجمل واللقاءَ |
عَبَأتُ لَهُ وَسَوْفَ يَعُبّ فيها | مِنَ الضّرّاءِ آنِيَة ً مِلاءَ |
وَمنّا كلُّ أغلَبَ مُستَحِينٌ | إنَ أنتَ لَدَدْتَهُ بالذّلّ قَاءَ |
إذا مَا ضِيمَ نَمّرَ صَفْحَتَيْهِ | وقام على براثنه اباءَ |
وَإنْ نُودي بهِ، وَالحِلمُ يَهفُو | صَغَا كرماً إلى الدّاعي، وفَاءَ |
وَنَأبَى أنْ يَنالَ النّصْفَ مِنّا | وَأنْ نُعطي مُقارِعَنَا السّوَاءَ |
وَلَوْ كانَ العِداءُ يَسُوغُ فِينَا | لما سمنا الورى الا العداءَ |