فأْرٌ رأَى القِطَّ على الجِدارِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
فأْرٌ رأَى القِطَّ على الجِدارِ | مُعَذَّباً في أَضيَقِ الحِصار |
والكلبُ في حالتهِ المعهوده | مستجمعاً للوثبة ِ الموعوده |
فحاولَ الفأرُ اغتنامَ الفرصه | وقال أكفي القطَّ هذي الغصَّه |
لعلّه يكتبُ بالأمانِ | لي ولأَصحابي من الجيران |
فسارَ للكلبِ على يديهِ | ومَكَّنَ الترابَ من عينَيه |
فاشتغل الرّاعي عن الجدار | ونزلَ القطُّ على بدار |
مبتهجاً يفكر في وليمه | وفي فريسة ٍ لها كريمه |
يجعلها لِخَطْبِه علامه | يذكرُها فيذكرُ السَّلامه |
فجاءَ ذاكَ الفأرُ في الأثناءِ | وقال: عاشَ القِطُّ في هَناءِ |
رأَيتَ في الشِّدّة ِ من إخلاصِي | ما كان منها سببَ الخلاص |
وقد أتيتُ أطلبُ الأمانا | فامنُنْ به لِمعشَري إحسانا |
فقال: حقّاً هذه كرامَه | غنيمة ٌ وقبلَها سَلامه |
يكفيكَ فخراً يا كريمَُ الشِّمه | أَنك فأرُ الخطْبِ والوليمه |
وانقَضَّ في الحالِ على الضَّعيفِ | يأكلُه بالمِلحِ والرغيف |
فقلت في المقام قوْلاً شاعا | «مَنْ حفِظَ الأَعداءَ يوماً ضاعا» |