الضلوعُ تَتَّقِدُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
الضلوعُ تَتَّقِدُ | والدموعُ تَطَّرِدُ |
أيَّها الشَّجيُّ ، أفقْ | من عناءِ ما تجد |
قد جرَتْ لغايتها | عبرة ٌ لها أمد |
كلُّ مسرفٍ جزعاً | أو بكى ؛ سيقتصد |
والزمانُ سُنَّتُه | في السُّلُوِّ يجتهد |
قل لثاكلينِ مشى َ | في قواهما الكمد |
لم يعافَ قبلكما | والدٌ، ولا وَلَد |
الذين ميلَ بهم | في سفارهم بعدوا |
ما علمنا أَشَقُوا | بالرحيل أم سعدوا |
إن منزلاً نزلوا | لا يردُّ من يرد |
كلُّنا إليه غداً | ليس بالبعيد غدُ |
البنونَ هم دمنا | والحياة ُ والورد |
لا تَلَدُّ مثلَهم | مُهْجَة ٌ، ولا كَبد |
يستوون واحِدُهم | في الحنان والعدد |
زينة ٌ ، ومصلحة ٌ | واستراحة ٌ، ودد |
فتنة ٌ إذا صلحوا | محنة ٌ إذا فسدوا |
شاغلٌ إذا مرضوا | فاجعٌ إذا فُقِدوا |
جُرحُهم إذا انتُزِعوا | لا تلمُّه الضُّمدُ |
العزاءُ ليس له | آسياً ، ولا الجلد |
قل لِهيكل كَلِماً | من ورائهَا رَشَد |
لم يَشُبْ مهذّبَها | باطلٌ ولا فَنَد |
قد عجبتُ من قلمٍ | ثاكلٍ وينجرد |
أَنتَ ليثُ معركة ٍ | وهو صارمٌ فرد |
والسيوفُ نَخْوَتُها | في الوَطِيس تَتَّقِد |
أَنت ناقدٌ أَرِبٌ | والأريبُ ينتقد |
ما تقول في قدرٍ | بعضُ سنِّه الأبد |
وهو في الحياة على | كلِّ خطوة ٍ رصد |
يَعثُر الأَنامُ به | إن سعوا ، وإن قعدوا |
يَنْزِلُ الرجالُ على | حُكْمِه وإن جَحَدوا |
القضاءُ مُعْضِلة ٌ | لم يحلَّها أحد |
كاّما نقضت لها | عُقْدَة ً بدتْ عُقد |
أتعبتْ معالجها | واستراح مُعْتَقِد |
اتِلافُه رَشَدٌ | بالبقاءِ مُنْفَرِد |
مِن بِلَى كَوائِنه | كائناتُه الجدد |
لا تقل به إددٌ | إنّ حسنه الإددُ |
تلتقي نقائضُه | غاية ٌ وتتَّحد |
الفناء فيه يدٌ | للبقاءِ أو عضد |
واختلافُه سَدَد | |
جدَّ في عمارته | مُنْصَفٌ ومضْطَهَد |
والغني لخِدمته | كالفقير محتشد |
وهو في أعنَّته | ممعنٌ ومطَّرد |
والحياة ُ حنظلة ٌ | في حروفها شُهُد |
هَيكلُ الشقاءِ له | من مَدامِعٍ عَمَد |
قامت النعوش على | جانبَيْهِ والوُسُد |
عُرْسُه ومَأْتَمُهُ | غايتاهما نفدُ |