لم يَمُتْ مَنْ له أَثَرْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لم يَمُتْ مَنْ له أَثَرْ | وحياة ٌ منَ السيرْ |
أدعه غائباً، وإن | بعدتْ غاية ُ السفر |
آيبُ الفضلِ كلما | آبتِ الشمسُ والقمر |
ربَّ نورٍ متممٍ | قد أتانا من الحفر |
إنما الميتُ منْ مشى | ميتَ الخيرِ والخبَر |
منْ إذا عاشَ لم يفدْ | وإذا مات لم يَضِر |
ليس في الجاهِ والغِنَى | منه ظِلٌّ ولا ثمر |
قبُح العِزُّ في القُصو | رِ إذا ذلَّتِ القصر |
أعوز الحقَّ رائدٌ | وإلى مصطفى افْتَقَر |
وتمنَّت حياضُه | هَبَّة َ الصارِمِ الذَّكَر |
الذي ينفذُ المدى | والذي يَركبُ الخطر |
أَيُّها القومُ، عظِّموا | واضعالأسِّ والحجر |
أذكروا الخطبة َ التي | هي من آية َِ الكبر |
لم يرَ الناسُ قبلهَا | منيراً تحتَ مختضَر |
لستُ أنسى لواءَه | وهو يَمشي إلى الظَّفَر |
حَشَرَ الناسَ تحتَه | زمراً إثرها زمر |
وترى الحقَّ حوله | لا ترى البيضَ والسُّمر |
كلَّما راح أَو غَدا | نَفَخَ الرُّوحَ في الصُّوَر |
يا أخا النَّفسِ في الصِّبا | لذَّة ُ الروحِ في الصِّعر |
وخليلاٍ ذخرته | لم يُقَوَّمْ بمُدَّخَر |
حالَ بيني وبينه | في فُجاءَاتِه القَدَر |
كيف أجزي مودَّة ً | لم يَشُبْ صَفْوَها كدَر؟ |
غيرَ دَمْعٍ أقولهُ | قلَّ في الشأنِ أو كثر ؟ |
وفُؤادٍ مُعَلَّلٍ | بالخيالات والذُّكر ؟ |
لم ينمْ عنك ساعة ً | في الأحاديث والسَّمر ؟ |
قمْ ترَ القومَ كتلة ً | مثلَ مَلمومة ِ الصَّخر |
جدَّدوا ألفة َ الهوى | والإخاءَ الذي شطر |
ليس للخلف بينهم | أَو لأَسبابه أَثر |
ألَّفتهم روائحٌ | غادياتٌ من الغِيَر |
وصحوا من منوَّمٍ | وأفاقوا من الخدر |
أقبلوا نحوَ حقِّهم | ما لهم غيْرَه وَطَر |
جعلوه خَلِيَّة ً | شرعوا دونَها الإبَر |
وتواصوا بخطَّة ٍ | وتداعَوْا لمؤتمر |
وقُصَارَى أولى النُّهَى | يَتلاقوْنَ في الفِكَر |
آذنونا بموقفٍ | من جلالٍ ومن خَطَر |
نسمع الليثَ عنده | دون آجامه زأر |
قُلْ لهم في نَدِيِّهم | : مصرُ بالباب تنتظِر |