سِرْ أَبا صالحٍ إلى الله واترك
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سِرْ أَبا صالحٍ إلى الله واترك | مصرَ في مأْتمٍ وحزنٍ شديد |
هذه غاية ُ النفوسِ، وهذا | منتهى العيشِ مرهِ والرغيد |
هل ترى الناسَ في طريقك إلا | نَعْشَ كَهْلٍ تَلاه نعشُ الوَليد؟ |
إنّ أَوهَى الخيوطِ فيما بدا لي | خَيْطُ عيشٍ مُعلَّقٌ بالوريد |
مضغة ٌ بين خفقة ٍ وسكونٍ | ودَمٌ بينَ جَرْيَة ٍ وجُمود |
أنزلوا في الثرى الوزيرَ، وواروا | فيه تسعين حِجَّة ً في صُعود |
كنتَ فيها على يَدٍ من حرير | لليالي، فأصبحتْ من حديد |
قد بلوناكَ في الرياسة حيناً | فبلوْنا الوزيرَ عبدَ الحميد |
آخذاً من لسانِ فارسَ قسطاً | وافرَ القسْمِ من لسان لَبِيد |
في ظلال الملوكِ، تُدْنِي إليهم | كلَّ آوٍ لظلِّكَ الممدود |
لستَ مَنْ مَرَّ بالمعالم مَرّاً | إنما أنت دولة ٌ في فقيد |
قمْ فحدِّثْ عن السنين الخوالي | وفُتوحِ المُمَلَّكِين الصِّيد |
والذي مَرَّ بينَ حالِ قديمٍ | أنتَ أدرى به وحالِ جديد |
وصِف العزَّ في زمان عليٍّ | واذكر اليمنَ في زمان سعيد |
كيف أسطولهم على كل بحرٍ | وسراياهمُ على كلِّ بيدِ |
قد تولوا وخلَّفوكَ وفيّاً | في زمانٍ على الوفيِّ شديد |
فکلْحَقِ اليومَ بالكرام كريماً | والْقَهم بينَ جَنَّة ٍ وخُلود |
وتقبَّلْ وداعَ باكٍ على فقـ | ـدك، وافٍ لعهدك المحمود |