فتى العقلِ والنَّغْمة ِ العالِيَهْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
فتى العقلِ والنَّغْمة ِ العالِيَهْ | مضى ومَحاسِنُه باقِيَهْ |
فلا سوقة ٌ لم تكن أنسهُ | ولا ملكٌ لم تزن ناديه |
ولم تَخْلُ مِن طِيبها بَلدة ٌ | ولم تَخلُ من ذِكرها ناحيه |
يكادُ إذا هو غنَّى الورى | بقافية ٍ يُنْطِق القافيه |
يَتِيهُ على الماس بعضُ النُّحاسِ | إذا ضَمَّ أَلحانَه الغاليه |
وتَحكم في النفس أَوتارُه | على العودِ ناطقة ً حاكيه |
وتبلغ موضعَ أَوطارِها | وتُفشِي سَريرتَهَا الخافيه |
وكم آية ٍ في الأغانِي له | هي الشمسُ ليس لها ثانيه! |
إذا ما تنادى بها العارفون | قل: البرقُ والرعدُ مِنْ غاديه |
فإن هَمَسُوا بعدَ جَهْرٍ بها | فخفقُ الحليِّ على الغانيه |
لقد شاب فردي وجاز المَشِيبَ | و عَيْدا شَبِيبتُها زاهيه |
تمثِّلُ مصرَ لهذا الزمانِ | كما هي في الأَعْصُرِ الخاليه |
ونذكر تلكَ الليالِي بها | وننشد تلك الرؤى الساريه |
ونبكي على عزِّنا المنقضي | ونندبُ أيامنا الماضيه |
فيا آلَ فردي، نُعزِّيكُمُ | ونبكي مع الأسرة ِ الباكيه |
فَقَدنا بمفقودِكم شاعِراً | يقلُّ الزمانُ له راويه |