أخط إليك يا أجمد |
بقايا نبضي المجهد |
وعبر البحر والجدران والذكرى |
تشد بأضلعي الخضراء |
تلك الهمسة الحيرى |
وذاك الخاطر المحتد |
أخط إليك يا أحمد |
إليك إليك في التشريد والتغريب يا مبعد |
شراع الشوق يطوي في بحار النار |
يضرب في ظلام الليل أعواما بلا مقود |
يجد إليك يا أحمد |
ويحمل من تراب الأرض شلالا |
وغصنا أخضرا مالا |
ليعطي النور أرض طريقنا الأبعد |
اخط إليك يا أحمد |
كتاب الشوق من أمي |
ومن أصحابي التعساء |
من فوارة الآلام من جيراني البؤساء |
كتاب الشوق تكتبه دماء الخافق المسهد |
ذكرتك غنوة خضرا |
ذكرتك ثورة كبرى |
ذكرتك يا قوي البأس في دوامة الذكرى |
يزلزل صوتك الهادر |
صروحا ليلها كفر |
وستر نفاقنا الأسود |
تغص طيورنا حسرى |
على لحن بعيد الدار |
تغص تغص لا وتر يمد اللحن في القيثار |
طيور سمائنا جرحى |
تظل تموت لا يوم ولا موعد |
عيون صغارنا تدمع |
قلوب صغارنا تدمع |
بيوت الملح تسقط فوق هامتنا |
وتكسر صفحة المجمع |
عيون صغارنا تبكي |
تصيح تصيح أن ترجع |
فهلا عدت يا أحمد |
بقايا من حديث النفس فوق السيف لم تكمل |
وأشعار غزلت بها ثياب الناس لم تكمل |
مشاوير مشينا بعضها عمرا |
تركت الأرض والمشوار لم يكمل |
وأحلام بنينا دارنا فيها، |
هدمت الحلم والأسوار لم تكمل |
إليك إليك يا أحمد |
أقول بكل ما في الشعر من قوة |
ستبقى ما بقي حرفي |
ستبقى نار أشعاري |
تحز خرافة الخوف |
ستبقى في الدم الواري |
عظيم الموت والمولد |
*** |
أخط إليك يا أحمد |
وأخشى أن أذوق الموت |
أريد لقاك ينشلني بعيدا عن بحار الصمت |
نريدك يا بهي السمت عملاقا عظيم الرفش والمحراث |
قوي القرع والأجراس |
نريدك يا بهي السمت تحرث عالم الأحزان |
تحفر قبر آلامك |
نريدك شعلة الإنسان |
تغسل بؤس جيرانك |
أخط إليك لا أحمد |
تحية شوق انسانك |
بعيد الدار يا أحمد |
قريبا في عيون القلب يا أحمد |