وهَبْتَ لنَا يا فتى مِنْقَر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وهَبْتَ لنَا يا فتى مِنْقَر | وعِجْلٍ وأكْرمهم أَوَّلا |
وأبسطهم راحة ً في النَّدى | وأرفعهم ذِرْوَة ً فِي العُلاَ |
عَجُوزاً قد أوردها عُمْرُها | وأسكنها الدَّهرُ دار البلى |
سلوحاً توهمتُ أن الرعا | ءَ سقَوها لِيُسْهلَهَا الحَنْظلاَ |
وأجدبَ من ثور زرّاعة ٍ | أصابَ على جوعهِ سنبلا |
وأزهد من جيفة ٍ لم تدع | لها الشمسُ من مَفصَلٍ مَفصلا |
وأضرطَ من أمّ مبتاعها | إن اقتحمت بكرة ً حرملا |
فلو تأكل الزُّبدَ بِالنِّرْسِيَانِ | وتدَّمجُ المسك والمندلا |
لَمَا طيَّب اللَّهُ أرواحَها | ولا بلَّ من عظمها الأَنْحلاَ |
وضَعْتُ يميني على ظهرها | فخلتُ حراقفها جندلا |
وأهوت شمالي لعرقوبها | فخلتُ عراقيبها مغزلا |
وقلَّبت أليتها بعد ذا | فشبَّهتُ عصعصها مِنجلا |
فَقُلْتُ أَبِيعُ فلاَ مَشْرَباً | أرجي لديها ولا مأكلا |
أم أشْوي وأَطْبُخُ من لَحْمِها | وأطيبُ من ذاك مضغ السَّلا |
أم أجْعَلُ من جلدِها حَنبلاً | فاقذِرْ بحنبلها حنبلا |
إذا ما أمرَّت على مجلس | من العجب سبَّح أو هلَّلا |
رأوا آية ً خلفها سائقٌ | يحُثُّ وإِنْ هَرْوَلَتْ هَرْوَلا |
وكُنْتَ أَمْرتَ بها ضَخْمَة ً | بلحم وشحم قد استكملا |
ولَكِنَّ رَوْحاً عدَا طَوْرَهُ | وما كنت أحسب أن يفعلا |
فعضَّ الذي خانَ في أمرها | مِن آسْت أمِّه بظْرَها الأَغْرَلاَ |
ولولا مكانك قلدتهُ | عِلاَطاً وأنشقته الخَرْدلاَ |
ولولا استحائيك خضَّبتها | وعَلَّقْتُ فِي جيدِهَا جُلْجُلاَ |
فجاءتكَ حتى ترى حالها | فتعلم أنِّي بها مبتلى |
سألْتُكَ لحماً لصبيانِنَا | فقد زدتني فيهمُ عيلا |
فخذها وأنت بنا محسنٌ | وما زلت بي محسناً مُجملا |