أَفِدَ الرَّحِيلُ وحثَّنِي صَحْبِي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَفِدَ الرَّحِيلُ وحثَّنِي صَحْبِي | والنفسُ مشرفة ٌ على النَّحبِ |
لمَّا رأيتُ الهم مجتنحاً | في القلب والعينان في سكب |
والْبيْنُ قدْ أَفِدَتْ ركائِبُهُ | والْقوْمُ مِنْ طَرِبٍ ومِنْ صَبِّ |
ونادْيتُ: إِنَّ الْحُبَّ أشْعرنِي | قَتْلاً وما أَحْدَثْتُ مِنْ ذَنْبِ |
أَهْدَى لِعَيْنِي ذِكْرُكُمْ سَهَدَاً | مِنْ غيْرِ ما سَقَمٍ ولا طَبِّ |
إِلاَّ التَّمَنِّي أنْ أفُورَ بِكُمْ | فتحرَّجي يا "عبدَ" من غضبي |
لَوَجَدْتِ حُبَّكِ قاتِلِي عَجَلاً | إنْ لمْ يُفرِّجْ كَاشِفُ الْكرْبِ |
وعلاَمة ٌ مِنْكُمْ مُبيَّنة ٌ | حسبي بها من حبِّكمْ حسبي |
أنِّي أُكِبُّ إِذا ذكرْتكُمُ | مِنْ مجْلِسِ القُرَّاءِ والشَّرْبِ |
حتِّى يقول الناس بينهم: | شَغَفُ «الْمُرَعَّثِ» دَاخِلُ الْحُبِّ |
ما زلت أذكركم وليلكمُ | حَتَّى جَفَا عَنْ مَضْجَعِي جَنْبِي |
وعلمتُ أنَّ الصَّرمَ شيمتكم | في النأي والهجران في القربِ |
فَظَلِلْتُ لا أدْرِي: أُقِيمُ علَى الْـ | ـهِجْرانِ أوْ أغْدُو مع الرَّكْبِ |
فلئِنْ غدوْتُ لقدْ أُصِبْتُ بِكُمْ | ولئِنْ أقمْتُ لَمُسْهَبُ اللُّبِّ |
قامت تراءى لي لتقتلني | في القرطِ والخلخالِ والإتبِ |
فدعوتُ ربِّي دعوة ً جمعتْ | رغبَ المحبِّ وشدة َ الرهبِ |
ألاَ تَرَاكِ بِنَا مُتَيَّمَة ً | فأجابَ دعوة عاشقٍ ربِّي |
أهذي بكم ما عشتُ إنكمُ | يَا حِبُّ وَافَقَ شِعْبُكُمْ شِعْبِي |
ورأت عجاباً شيبتي عجباً | إنَّ العجائبَ في "أبي حربِ" |
ولقد أتانا أنَّ غانية ً | أخرى وكنتُ بهنَّ كالنَّصبِ |
يأملنني ويرينَ منقصتي | عندَ الرِّضا عنها وفي العتبِ |
لمَّا مررْتُ بها مُسَتَّرة ً | في الحيِّ بين خرائدٍ عربِ |
قالت لنسوتها على عجلٍ: | أنى لنا بمصدع القلبِ |
لسمَاعُهُ ـ إنْ كان يُسْمِعُنا ـ | أشْهى إِلَى قلْبِي مِن الْعَذْبِ |
فَأجبْنهَا: إِنَّ الْفَتَى غَزِلٌ | وأحب من يمشي على التربِ |
لاَ تُعْجِلِينا أنْ نُوَاعِدَهُ | فيكونَ مجلسنا على خصبِ |
وننالَ منهُ غيرَ واحدة ٍ | إِنَّ السَّمَاعَ لأَهْوَنُ الْخَطْبِ |