ألم يأن أن تسلى مودة مهددا
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
ألم يأن أن تسلى مودة مهددا | فتخلف حلماً أو تصيب فترقدا |
وما ذكرك اللائي مضين براجعٍ | عليكَ نوى الجيرَان حَتَّى تَبَدَّدَا |
أجِدّكَ لاتَنْسَى بمقْصُودَة ِ اللِّوَى | عَشِية َ إِذْ رَاحَت تَجُرُّ المُعَضَّدَا |
عَسِيباً كإيم الْجِنِّ مَا فَاتَ مِرْطُهَا | ومثل النقا في المرط منها ملبدا |
تُرِيكَ أَسِيلَ الْخَدِّ أشْرَقَ لوْنُهُ | كشمس الضحى وافت مع الطلق أسعدا |
وَنَحْراً يُرِيكَ الدرَّ لمّا بَدَتْ لَنَا | به لبة ً منها تزين الزبرجدا |
وَحَمْرَاءُ كَلْوَاذِ الكثيبِ تَطَرَّبَتْ | فُؤَادِي وهاجَتْ عَبْرَة ً وتَلَدُّدَا |
ثقال إذا راحت كسول إذا غدت | وَتَمْشِي الْهُوَيْنَا حِينَ تَمْشِي تأوُّدَا |
ترَى قُرْطَهَا مُسْتَهْلَكاً دُونَ حَبْلِهَا | بِنَفْنَفِهِ مِن واضح اللِّيثِ أجْيَدَا |
غَدَتْ بِهَوَانَا مِنْ رُفَاعَة َ نيَّة ٌ | شطون وهرٌ فاجعٌ من توددا |
فَآلَى عَلى الهَجْرِ الرُّقَاد ولم تَزَلْ | نجيا لضيفان الهموم مسهدا |
كأني غَدَاة کسْتَقْرَأَ الْحَيُّ هالِكٌ | شَرِبْتُ بِبَيْنِ الحَيِّ مِنْ سُمِّ أسْوَدَا |
إذا انجاب هم آب آخر مثلهُ | وَلَمْ تَكْتَحِلْ عَيْنِي مِنَ الهَمِّ مِرْوَدَا |
بِذِي اللَّوثِ مِنْ سِرِّ المهَاري كأنَّمَا | يَرُوح مُعَدًّى أن يَكِلَّ وَيَعْمَدَا |
بدفيه آثار النسوع كأنها | مجرُّ سُيُولٍ في الصَّفَا حِين خَدَّدا |
وناعمة ٍ التاويب عديت ليلها | بتَكِليفنَاهَا فَدْفَداً ثُمَّ فَدْفَدا |
حميت الكرى عيناً لها واحتميته | إلى أَنْ جلاَ وجْهٌ مِن الصُّبْحِ أرْبَدَا |
فَأَصْبَحْتُ أثْنِي غَرْبَ رَوْعَاءَ أوْحَشَتْ | بها جنة ٌ من طائر حي غردا |
مواشلة مثل الفريدة عبدت | بشرقي وعساء السمينة مرقدا |
رَعَتْ غِيبَة ً عَنْهُ وأضْحَى بغَيْبِهِ | لقى للمنايا بين دعصين مفردا |
غدت وبها شيء وراحت بمثله | لِتُرْغِدَهُ من حَشْيِهَا أنْ تَرَغَّدَا |
فَمَا وَجَدَتْ إِلاَّ مَجَرَّ إِهَابِهِ | وإِلاَّ إِهَاباً بالْقَفِيِّ مُقَدَّدَا |
فسافت عليه ساعة ً ثم أدبرت | حديدة طَرْفِ الْعِينِ نَظَّارَة ِ العِدَا |
رشِدْتَ أميرَ المؤمنينَ وإِنَّمَا | ظفرت ووليت الأمين المسددا |
ونعم أمير المصر يصبح للقا | ودوداً وفي الإسلام عفا موددا |
أغَرَّ عَلِيماً بالسِّيَاسَة ِ لَمْ يُقِمْ | عَنِيفاً ولارَثَّ القُوَى مُتَهَدَّدَا |
يزين بعدلٍ ملكه ويزينه | مَحَاسِنُ دِيناً من يدين تأيُّدَا |
من المنْعِمين الشُّمّ يجري بحِلْمِهِ | الأَراجِيَّ حَتَّى أورِدَ الهَمَّ مَوْرِدَا |
رَحِيمٌ بِنَا سَهْل الْفِنَاءِ كأنَّمَا | يرانا بنيه بين كهلٍ وأمردا |
فَبَلِّغْ أميرَ المُؤْمِنينَ وقُلْ له: | بَعَثْتَ عَلَيْنَا مَن أرَاحَ وأرْقَدَا |
نكى زاده بالملحدين فأصبحوا | خَبِيئاً كمن تَحْتَ الثَّرَى أوْ مُجَرَّدَا |
فزد من كفاك المصر حين هززته | فإن الذي يعنيك يعني محمدا |
له صفد دانٍ وشعبٌ مؤخرٌ | وإِن سِيمَ خَسْفاً قَذَّمَ المْوتَ أسْوَدا |
به نطحر الأقذاء عن سرياتنا | ونَلْقَى إِذا نأبَى الْجِنَانَ تَغَرّدَا |
تَعَوّدَ أخْذَ الْحَمْدِ مِنَّا بمالِهِ | وكل امرئٍ جارٍ على ما تعودا |
يجود لنا لا يمنع المال باخلاً | ولا اليَوْمَ إِنْ أعْطَاكَ مانِعُهُ غَدَا |
كذلك تلقى الهاشمي إذا غدا | جواداً وإن عاودته كان أجودا |
له شيمٌ تحكي أباً كان سابقاً | إذا قسمت كانت نحوساً وأسعدا |
ومن عمه فيه شمائلُ أصبحت | وبالاً على قومٍ وإن كن ....دا |
إِمَامانِ لاَيُدْرَى أهذَا بِسَيْبِهِ | على الناس أم ذا كان أم ذاك أعودا |
هما جربا قبل الجياد وقلدا | فأيهما أشبهت كنت المقلدا |
سَمَاحاً إِذَا مَاجَرَّتِ الحَرْبُ ذَيْلَهَا | وَعِزًّا إِذَا جَمْرٌ كَجَمْرٍ تَوَقَّدَا |
تخولت مخزوماً وفزت بهاشمٍ | فأصبحت من فرعي قريشٍ مرددا |
وأنت ابن من رادى أمية بالقنا | جِهَاراً وبالْبَصْرِيِّ ضَرْباً مؤيدا |
أهب لهم فرسان حربٍ مطلة ٍ | وخُرْساً تَبَاهَى في السَّنَوَّر حَشَّدَا |
فما بَرِحُوا يَسْدُونَ حَتَّى رَمَاهُمُ | بمُلمُومَة ٍ لم تُبْقِ نِيراً ولا سَدَا |
فأصْبَحَتِ النُّعْمَى عَلَيْنَا وأصْبَحُوا | قَتِيلاً وَمَحْمُولاً إِليْكَ مُصَفّدَا |
أبوك أبو العباس جلى بسيفه | وأنْتَ الْمُرَجَّى في قَرابة ِ أحْمَدَا |
وكُلُّ أبٍ يُدْعَى لهُ سَيْفُ نَجْدَة ٍ | يُعَدُّ ويَسْمُو في المكَارِمِ مَصْعِدَا |
وكم لك أم حرة ٍ حارثية ٍ | وأخْرَى مِن الصِّيدِ المقِيمِينَ مُرفَدَا |
خزمت بمخزومٍ أنوفاً كثيرة ً | وهَشّمْت أخْرى بالْهواشِمِ حُشَّدا |
ولابَيْتَ إِلاَّ بيْتُ مَجْدِكَ فَوْقَهُ | منيفاً يراعى الفرقدين مشيدا |
وأنْتَ الهُمَامُ المسْتَجَارُ منَ الرَّدَى | مِرَاراً ومنْ دَهْرٍ طَغَى وتَمَرَّدَا |
وإن يأتك المستشرعون فربما | أتوك فرويت القديم المصردا |
فعالك محمودٌ وأنت محسدٌ | وهل تجد المحمود إلا محسدا |
فرعت قريشاً في أرومتها التي | يَمُدُّ يَدَيْهِ دُونَهَا كُلُّ أصْيَدَا |
يذبون عن وادٍ حرام وبيضة ٍ | إِذا أفْرَخَتْ أَحْيَتْ منَ الدَّهْر مُجْمَدا |
أرى الناس ما كنتم ملوكاً بأمنة ٍ | ولو فقدوكم خالف القائم اليدا |
وأنتْمْ سُقَاة ُ الحجِّ لوْلاَ حِياضُكُم | وأدْلُئِكُمْ لَمْ تَحْمَدِ الناسُ مَوْرِدَا |
ورثتم رسول الله بيت خلافة ٍ | وعِزًّا على رَغْم العَدُوّ وَسُؤْدَدَا |
لَكُمْ نَجْدَة ُ الْعَبَّاسِ في كُلِّ مَوْطنٍ | ويوم حنين إذ أشاع وأشهدا |
مقيمٌ يذب المشركين بسيفه | حِفَاظاً وَقَدْ وَلَّى الْخَميسُ وَعَرَّدا |
بني لكم العباس في شرف العلى | وَفَضْلُ ابْنِ عَبَّاس أَغَارَ وَأَنْجَدَا |
وأَنْتُمْ حُمَاة ُ الدِّينِ لَوْلاَ دفَاعُكُمْ | لقد قذيت عيناه أو كان أرمدا |
ومروانُ لما أن طغا وأتتكم | زَوَائرُ منْهُ بَادئَاتٍ وَعُوَّدَا |
نصبتم له البيض اللوامع بالردى | وخطية ً أخمدن ما كان أوقدا |
فَفَرَّقْتُمُ أَشْيَاعَهُ وَهَدَمْتُمُ | بِمُلْككُمُ الْعاديِّ مُلْكاً مُوَلَّدَا |
فأصبح مطلوباً وآب برأسه | كتائب أدركن الحمار المطردا |
وَمُسْتَوْقَعٌ عنْدَ الْبَرِيَّة أَنَّكُم | مُدَعُّونَ في الْهَيْجَا إِلَى من تَوَرَّدَا |
أَنَخْتُمْ لَنا مَا بَيْنَ شَرْبَة جِيدَة | إِلَى الصِّينِ تُرْوُونَ الْقَنَا وَالمهَنَّدَا |
فدًى لبَني الْعَبَّاسِ نَفْسي وَأسْرَتي | وَمَا مَلَكَتْ نَفْسي طَرِيفاً وَمُتْلَدَا |
إِذَا حَارَبُوا قَوماً رَأَيْتَ لوَاءَهُمْ | يقود المنايا بارقاتٍ ورعدا |
بأرعن تمسي الأرض منه مريضة ً | وتلقى له الجن العفاريت سجدا |
أقول لسعدى حين هز عدوها | وجانبها المعروف ممن تزيدا |
سيَكْفيكِ سَجْلٌ منْ سَجالِ مُحَمَّدٍ | وَعِيدَ الْعِدَى وَالْبُخْلَ ممَّنْ تَعَقَّدَا |
سمام الأعادي من يديه وفيهما | ..... فيهَا شفَاءٌ منَ الصَّدَا |
إذا عزت الأنداد ذل نوالهُ | وسيان تذليلُ المواهب والندا |
ذَرِيُّ الذُّرَى في الْمَحْلِ يُوري زَنَادَهُ | إذا المسهب المأمول أكدى وأصلدا |
إِذَا آذَنَتْه الحَرْبُ آذَنَ نَوْمُهُ | بحربٍ إلى ان يقعد الحرب مقعدا |
حَمُولٌ على المكْرُوهِ نَفْساً كرِيمَة ً | إذا هم لم يقعد بما كان أوعدا |