قد كُنتُ أبحثُ في فِجاجِ الأرضِ |
عن حُلُمِ السنين |
وركبتُ موجَ البحرِ موجَ البَرِّ |
موجَ الحالمينْ |
البحرُ يا موجَ الحياةِ ويا سَرابَ المستحيلْ |
النورسُ المجنونُ يحكى عِشقَهُ |
مُتوسِّداً تَغريدَ أَلحانِ الخليلْ |
تلكَ السفائنُ عُوَّماً |
تحكى النجومَ معلَّقَاتٍ في الفَضَا |
النيِّراتِ الخافقاتِ السارياتِ بِلا دَليلْ |
الرايةُ العذراءُ تخفقُ عالياً |
قد هزَّها ماضٍ نبيلْ |
ها أنا رِجلاىَ في شَطٍّ دِمشقيٍّ أَصيلْ |
أمشى عَلى شَفَقِ الحياةِ مُبَّللاً |
أَحبُو فأَرشفُ من دِنانِ الشمسِ |
طاقاتِ الفُصولْ |
قلبى فداءٌ للعيونْ |
ها أنا القُربانُ في حَرَمِ الفُنونْ |
أَيا دِمشقُ أَيا قُرونْ |
الرايةُ العذراءُ تخفقُ عالياً |
قد هزَّها ماضٍ نبيلْ |
قُل للحضارةِ في دمشقَ تكلَّمى |
فدمشقُ أمُّ الأرضِ أمُّ العَالمينْ |
قُلْ للمهابةِ في دِمشقَ تقدَمى |
فدِمشقُ أُمُّ الهيبةِ الجَذْلَى على مرِّ السنينْ |
قل للكرامةِ في دِمشقَ تفضَّلى |
فدِمشقُ فِردوسُ الكرامِ الطاهرينْ |
قُلْ للمعَانى الهائماتِ تَنَزَّلى |
هذى ديارُ المجدِ والعلياءِ والشرفِ الأَمينْ |
َهَا أَنا نَبضٌ دِمشقيٌّ قَدِيمْ |
مِنْ ذلكَ التاريخِ والأرثِ العظيمْ |
فأَنا القلاعُ الشاهِقاتُ أنا الحُصُونْ |
وأَنا الرؤوسُ العالياتُ |
أَنا الحضارةُ والتراثُ أنا الفُنونْ |
الرايةُّ العذراءُ تخفقُ عالياً |
قد هزَّها ماضٍ نبيلْ |
الأَرضُ سُورِيَّا الفداءُ ولامراءْ |
المجدُ سورىٌّ جذوراً وانتِماءْ |
العِزُّ سَورىُّ الهُوِيِّةِ |
قَبلَ أيامِ الزُباءْ |
هذى الرياضُ أَرى ببسمتِها وُجُوهَ الانبياءْ |
هذى المروجُ تُعطِّرُ التاريخَ |
تَغزِلُهُ بخيطٍ من ضِياءْ |
الحاضرُ الميمُونُ سُورِىُّ العَرَاقَةِ والدمَاءْ |
والحُلمُ والمستقبلُ الزاهى يرومُ عُباءةً |
أبَداً بغيرِ دِمشقَ لَنْ يَجِدَ الكِساءْ |
الرايةُ العذراءُ تخفقُ عالياً |
قد هزَّها ماضٍ نبيلْ . |