فاضَ نَبعٌ من كِيانى زاخِرٌ بالأُمنياتِ |
فاْرتَوَى البَدرُ لديهِ وحَكَى للأمسياتِ |
فَتَدَانَتْ مِنْ فؤادى لمعينِ الذكريَاتِ |
وأقامَتْ بِضِفَافِ الحُسْنِ بين السُّنبُلاتِ |
وأَهاجَتْ كلَّ ما بالنفسِ مِنْ ماضٍ لآتِ |
* |
هَلْ تَرى يا قَلبُ حُسناً تاهَ في وادى الحياةِ |
عندَهُ الأنفُسُ سَكرى بسُلافِ الغادِياتِ |
وزهوراً وَوُروداً وغيوماً واثِباتِ |
هَلْ رأَيتَ الحُسنَ صَلَّى الصبحَ في حضرةِ ذاتى |
سَكَراتُ الأَمسِ والأَمسُ انتشاءُ السَكَرَاتِ |
وَدُنا الحاضرِ غَنَّتْ يالها مِن دُنيَوَاتِ |
وَجِبَالاً ومِياهاً وأَهازيِجَ الرُّعَاةِ |
وأَعاصيراً تَنوحُ ثم بعضَ الأغنياتِ |
* |
هل رأَيتَ النُّبلَ قلبى نامياً مثلَ النباتِ |
وتذوَّقتَ بِه طعمَ المعانى النامِياتِ |
وَتَسامتْ فيكَ رُوحٌ نهجُها نَهجُ الهُداةِ |
وتمخطَرتَ بآفاقِ السموِّ الفائِقاتِ |
وبِشَطِّ النَّهرِ هَلْ قلبي سَكَبتَ العَبَراتِ |
فَهْىَ فَيضٌ من طَهُورٍ عندهُ تَغفُو شَكَاتى |
وَهْىَ شَجْوٌ بأَصيلِ العصرِ غَنَّى للغَدَاةِ |
مَوكِبُ النورِ تَهَادَى في رُبوعِ الفَلَوَاتِ |
والنَدَى وَهْوَ جُمانٌ يا لتلكَ النادياتِ |
* |
هَلْ رَويتَ الحُبَّ قَلبى كُلُّهُ من بَعَضِ ذاتي |
فَهْوَ بَحرٌ مَوجُهُ رَجعُ حنينى وَصلاتى |
وَهْوَ للمُبحرِ نَفْحٌ من أثِيرِ النَافحاتِ |
وَهُوَ للغَوَّاصِ كَنْزٌ مِن لآلٍ أَوْ عِظاتِ |
صَفحةُ الماءِ ُلجينٌ ذَابَ في بَعضِ الإياةِ |
عِندَها الأَنْجُمُ تَاهَتْ عَن مَدَارِ السَارياتِ |
فَتراقَصنَ شُعَاعاً هَل رأَيتَ النيِّراتِ |
فَهى فَيضٌ من كِياني زَاخِرٌ بالأُمنياتِ |