قد رأيتُ الفجرَ في ساحةِ دارى .. |
لم يكنْ إلا صريعاً ..! |
حَولَهُ الليلُ ينوحْ . |
كانتِ الانجمُ ظناً . لا يَبُوحْ |
فهى رقمٌ قد تناءى .. |
وهي لَمعٌ لا يلُوحْ . |
فهي في مأتمِ نارٍ حولَ دارى |
ورأَيتُ الفجرَ في بيتى تهاوَى .. |
لم يكن الا صريعاً ..! |
غارقاً في بِركة من أُرجوانِ ..! |
كان صمتاً لا يُعانى |
حولَه الأيامُ تبكى |
حولَهُ كُلُّ المعاني |
تَندُبُ الضَوءَ الطريحْ .. |
ثَكَلتْ فيه بَهاءً صامِتاً عند الضريحْ. |
××××× |
قَد تَداعَى الفجرُ هَمسَا .. |
واجفاً في فمِ زَهرٍ جَفَّ أَمسا |
لم يكن إلا صريعاً. |
حولَهُ سُحبٌ تجلتْ .. |
مثلُ فَيضٍ من أنينٍ .. وَتَولَّتْ.. |
كَعُواءِ المتثائِبْ ! |
ورأيتُ الفجرَ في النزعِ الأخيرْ . |
كانَ في نَعشٍ مُعَصفَرْ .. |
كان في ثوبِ الحريرْ. |
××××× |
وَتَداعَى ساعةَ الموتِ الضحى |
وَبَكى حينَ رأى حزنَ السَحَرْ . |
جاءتِ الريحُ تُعزِّى. |
تَرتَدِى ثَوبَ حِدَادٍ قد تعرَّى .. |
في انتحاباتِ القَمَرْ .. |
وسَمِعتُ الشَفَقَ الصامِتَ يروى .. |
لطُيورِ الجوِّ أسبَابَ الوفَاةْ |
قالَ : إن الفجرَ في الجوِّ تعثَّرْ ! |
حَدَّقَتْ فيه ذُكاءٌ فتحدَّرْ . |
وَهَوَى للأرضِ من أَعلى السماءْ |
××××× |
أَشرقَتْ شَمسُ مسائى مِنْ تَوَابِيتِ الوَداعْ |
قدْ دَنا الإشراقُ مِنْ تِلك التِّلاعْ |
ناعِياً فَجراً تغشَّاهُ اندِثَارُ |
ورأيتُ الفجرَ في القبرِ مُسَجَّىً |
حَولَهُ عِطرٌ وَدَفقٌ من شُعَاعْ |
تَحتَهُ رَمسٌ وماضٍ لم نَعِشْهُ. |
فَوقَهُ الأحلامُ تُفنيها عُصاراتُ الضياعْ |
كانَ في ساحَةِ دارى .. |
لم يكن إلا صريعا ..! |