أرشيف المقالات

ملامح جمالية في الحديث النبوي الشريف

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
ملامح جمالية في الحديث النبوي الشريف
 
1- وصف النبي صلى الله عليه وسلم الغيبة بقوله هي: "ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ".
وفي ذلك توجيه بالتغاضي عن السلبيات، وإشارة للبحث عن اﻹيجابيات، وأن تذكره بما يحب، وهي ملمح من ملامح الجمال في السنة النبوية.
 
إن النبي صلى الله عليه وسلم أحرص منك على وقتك أيها الإنسان، ولهذا حذرك من الغيبة؛ لأنك تضيع هذه الأوقات الثمينة التي وهبك إياها الحق سبحانه وتعالى بذكر أسوأ ما عند الآخرين من أقوال وتصرفات!
 
والعاقل لا يقبل أن يعيش حياة الآخرين وأحلامهم، ونتائج أفكارهم الجيدة، ويعد ذلك تقليداً، فكيف يسمح لنفسه أن يعيش أسوأ ما عندهم!
 
2- كثرة العبادة في هدي النبوة!
لاحظت في هدي النبوة أنه كلما كانت الآيات الكونية أشد ظهوراً كان عليه الصلاة والسلام أكثر عبادة لله تعالى.
مثال ذلك: أوقات الصلوات الخمس، وصيام أيام البيض، وأمثلة أخرى كثيرة ...
وملمح الجمال هنا: التأثر ببديع صنع الله سبحانه في كونه.
 
3- من أثر التوجيهات النبوية في عمارة المساجد:
• الشكل المستطيل في المساجد القديمة؛ للاستفادة من تقليل عدد الصفوف، وهو تطبيق لتوجيه نبوي؛ هو قوله صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا".
 
• كثرة الأبواب؛ وعددها في مسجد القرويين في فاس: 18 باباً، وفي المسجد الأموي الكبير في حلب: 4؛ تسهيلاً لدخول المصلين من كل جوانب المسجد إدراكاً للجماعة.
 
• المسجد في وسط الأسواق؛ للتخفيف من مساوئ الأسواق ومفاسدها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقُهَا".
 
• أسهم النبي صلى الله عليه وسلم في بناء المساجد؛ وهذا دليل على فضلها ومزيد شرفها.
ولهذا أقبل المسلمون على بنائها اقتداء به صلى الله عليه وسلم!
 
4- "مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا"
يؤخذ من هذا الحديث ضرورة الاستفادة من التقنيات الحديثة في العلوم الشرعية والحديثية وغيرها، كما يؤخذ منه الاستفادة من كل الوسائل الجميلة المعاصرة التي تريح الإنسان في دنياه.
 
5- "أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا، وَإِنْ قَلَّ"
هذا الحديث يمثل دستوراً في تنظيم الحياة، وإدارة الوقت، وإدارة الذات، فإن المداومة على القليل منتجة للكثير، وهي أفضل من الكثير المنقطع.
 
مثال ذلك: التسبيحات، وسنن الصلوات.
 
ويستفاد من ذلك في مناهج التعليم.
 
6- واختار لي أصحاباً..!
إن الله تبارك وتعالى قد صنع لنبيه صلى الله عليه وسلم أصحابه؛ وبيان ذلك: أن أصحابه المهاجرين من مكة كانوا أفصح جيل في العرب، مما ساعدهم على حفظ كلمات النبوة كما سمعوها من أفصح البشر عليه الصلاة والسلام، فحُفظت لنا غضة جزلة كأننا نسمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لحظة نطق بها.
 
وأن أصحابه الأنصار كانوا أهل حرب، وقد استمرت الحروب بينهم سنين عدداً، فكانوا رجالاً أقوياء حملوا هذا الدين وحموه وبلّغوه إلى العالَم.
 
7- من تواضع لله رفعه الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تَوَاضَعَ أحد لِلَّهِ إلا رَفَعَهُ اللهُ"، أي: ومن تكبَّر خفضه.
 
في هذا الحديث يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن سر من أسرار الخلق في هذا الكون الفسيح، فمن تواضع لله تعالى رفع الله قدره، ومن تكبّر ضرب بعصا التأديب.
 
وقد قرأت في سير العلماء والقادة فرأيت هذه القاعدة، وهذا القانون لا يتخلف، وانظر إن شئت في حياة الإمام ابن حزم، والإمام النووي، وقارن بين الاثنين تتحقق صدق ما أقول.
 
وفي عصرنا رأينا قادة أصابهم الكبر، وأعماهم الغرور حتى رفعت أسماؤهم وتماثيلهم في الساحات، فسلّط الله عليهم من مسَح أسماءهم، وأزال ذكرهم وآثارهم.
 
وفي الأمثال الحلبية ما يوضح هذا المعنى، ويؤكده:
قالوا: "الأرض الواطئة تشرب ماءها وماء غيرها".
 
وهذا دليل على أن هذا القانون الكوني يطبق على الإنسان والأرض.

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن