جمهورية الخلفاء الراشدين
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مشينا فى قُيودِ الذلِّ طوعاً | يجرُّ أنوفَنَا أبداً زمامُ |
ضربنا للخلافِ خِيامَ عَجزٍ | فلا كان الخلافُ ولا الخيامُ |
ألا قوموا لننشُدَ كلَّ مجدٍ | وهل يرقى مَن اعوزَه القيامُ |
تزايدَ عندنا الفقهاءُ عَدَّاً | فغابَ عن الدنا الضوءُ المُرَامُ |
وفِيمَ يُزاحِمُ العلماءُ بَعضاً | فإن النورَ يُخفتُهُ الزحامُ |
وأحمدُ صارَ قرباناً لرأيٍ | ونهجٍ دونَهُ الفقهاءُ هاموا |
وَزِيدَ الدينُ صارَ مُجَلَّدَاتٍ | تُسطَّرُ كلما كَثُرَ الكلامُ |
يقومُ بنشرِها الأقوامُ جَهلاً | كأنَّ الدينَ ينقُصُهُ التمامُ |
ألا لا تُفْرِغوا فى الدين دَلواً | وهلْ فى اليمِّ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ |
فإنَّ كتابَنا القرآنُ يُتلَى | وفى سُنَنِ الرشادِ لنا الحُسَامُ |
كِتابانِ الهُدَىْ والباقى ظَنٌّ | فليسَ سِواهُمَا دِيْنٌ يُقَامُ |
فَفِيمَ نَحِيدُ عن بحرٍ خِضَمٍّ | إلى الأَوْشالِ يقتُلُنا أُوَامُ |
يَثُوبُ الدينُ فى الآفاقِ طُرَّاً | لأَحمدَ . بعدَهُ الصحبُ الكِرَامُ |
وباقى الناسِ يَتْبعُهُمْ بِنَصٍّ | يُقَلِّدُ ما بَنَوهُ وما أقاموا |
فَفِيمَ نُقَلِّدُ التقليدَ دِيناً | وهلْ يُغنيكَ عَنْ فَرَسٍ لِجَامُ ؟ |
فَدَورُ العالِمِ النِحْرِيْرِ نَقْلٌ | وَيْصْلُحُ بالقِيَاسِ الإحْتِكَامُ |
فهلْ هذا هوَ الإسلامُ رَبِّى | شَرَازِمُ لا يُوَحِّدُها التِئَامُ |
وَنَعْطِسُ فى التحزُّبِ فى دُروبٍ | طَرَائِقُ دُونَها عَطَسَ الزُكَامُ |
جَمَاعاتٌ تَفُورُ بِلا سَلامٍ | وما الإسلامُ إلا ذَا السلامُ |
مذاهبُ شِيعَةٍ لَطَمَتْ جِدالاً | مذاهبَ سُنَّةٍ .. وعَلا الركامُ |
فهلْ يا شافِعِىُّ أُمْرْتَ يَوْماً | بأنْ يعلُوْ بمذهبِكَ الخِصَامُ ؟ |
أَمالِكُ هَلْ لِمذهَبِكمْ دَعَوْتُمْ | وهلْ نَعْمَانُ أَمْ أَنْتَ الإمامُ ؟ |
أحَنْبَلُ هلْ بُعِثْتَ لنا إِماماً | يَبِيضُ بِبَابِ كَهْفِكَ ذَا الحَمَامُ ؟ |
وهلْ فى سُنَّةِ الإسلامِ يُرْجَى | إِمامٌ دُونَ هادِيها يُقَامُ ؟ |
أَجيبونى .. فقالوا نحنُ منْ ذَا | التمَذْهُبِ قد بَرِئْنا يا عَوامُ |
أَلا لا يَتْبَعَنْ أَحَدٌ خُطانا | فَيَدْعُوكم على النهْجِ انْقِسَامُ |
وفينا مالكٌ قدْ قال فى ذَا | التمذْهُبِ إِنَّهُ ما لا يُرَامُ |
فإِنَّ محمداً قد سَنَّ نَهْجاً | بِغيرِ هُدَاهُ لا يُرْجَى اْعْتِصَامُ |
بِجُمْهُوريَّةِ الخلفَاءِ سِيرواً | فإنَّ الخُلْفَ مَذْهَبُهُ حَرَامُ |