يا "سلم" هل قيمكم ماكث
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا "سلم" هل قيمكم ماكث | وهل لغادي من غد رائث |
قد بلغت نفسي مدى حبها | وَزادَنِي وجْداً بِكِ الْحَادث |
يا "سلم" إني ملال الهوى | في نصبٍ يفري ويستأنث |
كَيْدٌ مِنَ الْخُرْطُومِ يُضْحِي بِهِ | كأنما يبعثه باعث |
يا " سلم" رجعاك بميت الهوى | كما تميت الحية النافث |
أَقُولُ لِلنَّاي وقَدْ مَثَّهُ: | أَصْغِنْ بِمَا ضَنَّ بِهِ الْمَائِثُ |
يا حُسْنَ سَلْمَى حِينَ يَحْدُو بِهَا | لاَ عَجِلُ السَّوْقِ وَلاَ رَائِثُ |
بَيْضَاءُ صَفْرَاءُ قَضَافِيَّة ٌ | وَإِنما يَشْفَى بِهَا الْبَاحِثُ |
تُمِيلُ شِقَّيْهَا إِذَا مَا مَشَتْ | كأنما يخنثها خانث |
تِلْكَ الَّتِي لَوْ نِلْتُهَا وَالْهَوَى | وَالسُّقْمُ بَينَ الأَضْلُعِ الآرِثُ |
كأنما في كبدي قرحة ٌ | مِنْ حُبِّهَا يَفْرِثُهَا فَارِثُ |
لو ذقتها يقظان أو نائماً | عشت ولم يكرثني الكارثُ |
وصاحب كالسيف جردتهُ | لا ماذق وداً ولا ناكثُ |
مِنَ الْمُمِيتِينَ هُمُومَ الْفَتَى | يعبث في معروفه عابث |
لاَ يَعْبُدُ الْمَالَ وَيُبْكِي الْعِدَى | بالخيل لا وانٍ ولا لائثُ |
صحبته في الملك أو سوقة ٍ | «فِي مُذْهَبٍ حَدَّادُهُ بَاحِثُ» |
لَمَّا رَآنِي جِئْتُهُ زَائِراً | بالمحض لا يغلثه غالث |
كسا وأعطى من ذرى ماله | بَعْثاً وَلاَ يُبْقِي لَكَ الْبَاعِث |
وَعَجْرَدٌ يَنْزُو عَلَى أمِّهِ | خِنْزيرَة ٌ يَرْغَثُهَا رَاغِثُ |
كَأنَّهُ حِينَ تَصَدَّى لَهُ | طالب عرفٍ أسد شارث |
وكيف يؤديك على طائلٍ | من لا يصلي إنه طامث! |
يا بن شبيرى أنت علج القا | طير ومنك الخبث الخابث |
لما تعبثت بعبثت بي | والليث لا يلهو به العابث |
وَكُنْتَ كَالْبَاحِثِ عَنْ مُدْيَة ٍ | |
أصبحت من كأس تغبقتها | بَعْدَ كِئَاسٍ مَرُّهَا دَالِثُ |
كأن في رأسك ذا آمة | أو دب فيه شبث شابث |
هَلاَّ عَلَى أمِّكَ يَوْمَ الرَّجَا | حَامَيْتَ وَالْجَوْنُ بِهَا لاَهِثُ |
سامى برجليها وطابت لهُ | عَجْزَاءَ مِنْهَا الأَنَثُ الآنِثُ |
كأن أيراً في استها في استهِ | يخفى ويبدو أجردٌ نابث |
ووالثٍ عهداً لنا عنده | ثم انثنى عن عهده الوالث |
كَأنَّمَا لَمْ يَكُ وُدِّي لَهُ | وَالنُّصْحُ لاَ عَرُّ وَلاَ وَاعثُ |
ضَيَّعَ حَرْثِي رَجُلٌ هَالِكٌ | مُوقاً، وَنِعْمَ الْحَرْثُ وَالْحَارِثُ |
يَا حَارِثُ الْمَهْرِيُّ أنْتَ امْرُؤٌ | شبعان لا يحمدك الغارث |
كَأنَّ مَنْ يُعْنَى بِتَضْبِيعِهِ | رأس يتيم قملٌ شاعث |
أنْكَرْتَنِي حِينَ عَرَفْتَ الْغِنَى | أفٍّ وتفٍّ لك يا حارث |
فاشرب بكأسيك ولا تسقني | عما قليل يورث الوارث |
آلَيْتُ أرْضَى بِالَّذِي سُمْتَنِي | أو يبعث الموتى لنا باعث |