ذكرت شبابي اللذَّ غير قريبِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ذكرت شبابي اللذَّ غير قريبِ | ومجْلسَ لهوٍ طَابَ بَين شُرُوب |
وبالحرة البضاء أذكرني الصبا | خيال وتغريد الحمام نكوبِ |
فأرسلْتُ دمْعي واسْتترْتُ من الْفتى | مخافة نمامٍ علي كذوبِ |
وقد يذكر المشتاقُ بعض زمانه | فيبكي ولا يبكي لموت حبيب |
وكنتُ إذا راحت علي صبابة ٌ | بكيتُ بها عيني برد نحيبِ |
فللَّهِ درُّ الرَّائحات عشيَّة ً | يزفن لقد فجعنني بطليب |
أخي مَرْيُحَنَّا هلْ فُجِعْتَ بغادة ٍ | كعابٍ وهل ناهزت مثل نصيبي |
ليالي أسرابُ النساء يزدنني | جنى ً بين ريحانٍ أغر وكوب |
إِذا شئْتُ غنَّتْني فتاة ٌ بمِزْهر | علَى الرَّاح أوْ غنَّيْتُها بقضيب |
فما دعاني الهاشمي أجبتهُ | ولا خير في المملوك غير مجيب |
فأصبحت خدناً للجواري من الجوى | فأصبح واديهن غير عشيبِ |
حَسَرْتُ الْهَوَى عنِّي زماناً ورُبَّما | لهوت وما لهو الفتى بغريب |
فَيَا لكِ أيَّاماً سُلبْتُ نَعيمَها | ويا لك دهراً فاتني بلغيبِ |
علَى زيْنبٍ منِّي السَّلاَمُ ومثْلُهُ | على شجنٍ بين الصبا وجنوب |
فهذا أوان لا أعوجُ على الصبى | سمعْتُ لعُذَّالي ونَامَ رَقيبِي |
وقدْ جاءَني منْ بَاهِليٍّ يسُبُّني | فأعرضتُ إن الباهليَّ جنيبي |
وقُلْتُ بدعْوى عامرٍ: يَالَ عَامرٍ | أيشتمني الزنجي غير دبيب |
دعوني وإني من ورائي معضدٌ | كفيْتُكُمُ رَايَ اسْتِهِ بذَنُوب |
إذا شبع الزنجي سبَّ إلههُ | وألَّبَ منْ زِنْجٍ علَيَّ وَنُوب |
أوائلُ قدْ قرَّبْتِ غَيْرَ مُقَرَّبٍ | وَناسَبْت كَلْباً كَانَ غَيْرَ نَسيب |
بني وائلٍ إن الصغير بمثله | كَبيرٌ فَلاَ تَسْتَعْجلُوا بمُهيب |
عَلَى أهْلهَا تَجْني بَرَاقِشُ فَاتَّقٌوا | جناية َ عبدٍ واسعدوا بقلوبِ |
صَغيرُ الأَذى يَدْعُو كبيراً لأَهْله | وتَفْتضحُ الْقُرْبَى بذنْبِ غريبِ |
أرَى خَلَقاً قدْ شاب قبْل جنايَة | فهَلاَّ وَهبْتُمْ قَلْبَهُ لمَشِيب |
لحا الله قوماً وسطوا الكلب فيهمُ | شتِيمَ المُحَيَّا عاشَ غيْرَ أديب |
سَرُوقاً لِمَا لاقى طَرُوباً إِلى الزُّبَى | وهل تجد الزنجي غير طروب |
إذا حزّ فيه النصلُ حز عجانهُ | فراح بأيرٍ للفضوح مثيبش |
فيَا عجبَا لاَ يَتَّقِي الزنْجُ شرَّهُ | وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّه عنْد هُبُوب |
أقولُ وقد ناك الخليق بناته | وأحفى بنوهُ أمهم بركوب |
بَنِي خلَقٍ مَا أَحْلَم اللَّهُ عَنْكُمُ | على خبثاتٍ فيكم وذنوبُ |
أراكم أناساً سمنكم في أديمكم | مجنتم فلا تستغفرون لحوب |
كَأنَّكُمُ لَمْ تَسْمَعُوا بقيَامَة ٍ | ولَمْ تَشْعُرُوا في دينكُمْ بحَسيب |
أفيقُوا بَنِي الزَّنْجيِّ إِنَّ سَبيلَكُمْ | سَبيلُ أبيكُمْ لَحْمُهُ لكُلُوب |
ومولى أبيكم فاطرحوه لأكلبٍ | وَلاَ يُدْفَنُ الزَّنْجيُّ بَيْنَ رُبُوب |
ونُبِّئْتُ فزراً قَلْطَبَانَ نِسَائِه | ضَرُوباً علَى أسْتَاهِهِنَّ بِطِيبِ |
وقد ناك فزر كلثماً غير مرة ً | ولكنهُ قد قاءها بشبيب |
لحا الله فزراً ما أظلَّ مكانهُ | وأعْجَبَهُ قَدْ فَاقَ كُلَّ عَجيب |
إِذَا قُلْت: مَنْ فِزْرٌ؟ أجَابَك قَائلٌ: | شريكُ أبيه في اسْت أمِّ حِبيب |
أَلاَ أيُّهَا الفَادي ولَمْ أقْض نُسْخَتِي | يُعاتبُني في الجُود غَيْرَ مُصيب |
قَعيدَكَ أنْ تَنْهَى امْرَأً عَنْ طِبَاعه | يجود ويغدو ناصباً بعتيب |
بدَأْتَ بِنُوكٍ وَانْثنَيْتَ بجهْلَة ٍ | وما طاعتي إلا لكلِّ لبيب |
سأرعى الذي يرعى من الذنب غادياً | وأكْرِمُ نَفْسي عَنْ دَسيس مُريب |
لِفِزْرٍ صنيعُ الْقلْطبَانِ بأخْته | فليس بمأمون بظهر مغيب |
كسوبٌ بأختيه وقينة ِ تاجرٍ | وما كان في كُتَّابه بِكَسُوب |
إذا هو لاقى أمَّهُ دبر استها | تولى بأيرٍ للواطِ خضيبِ |