طال في هنْدٍ عِتَابي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
طال في هنْدٍ عِتَابي | واشتياقي وطلابي |
واخْتلاَفي كُلَّ يوْمٍ | بمواعيد كذاب |
كلما جئت لوعدٍ | كان ممسى في تباب |
أخْلَفتْ حين أُريدتْ | مثْل إِخْلاَف السَّراب |
لاَمَنِي فيها يزيدٌ | وجَفَا دُون صحابي |
قُلْتُ للاَّئمِ فيها: | غصَّ منها بالشراب! |
لاَ تُطَاعُ الدَّهْرَ فيما | قد عناني بقراب |
ليتَ من لامَ محبَّا | ورماه باعتياب |
أرهقت هندٌ حياتي | ما لهنْدٍ منْ مَتَاب |
ناله الله بسقمٍ | شاغلٍ أو بعذاب |
حبلتني بمناها | ورقاها فالخلاب |
كيف لا تأوي لشخصٍ | هائم القلب مصاب |
دنفٍ في حبِّ هنْدٍ | ذي شكاة ٍ وانتحاب |
دخل الْحُبُّ لهنْدٍ | قَلْبَهُ منْ كُلِّ باب |
ليت لي قوساً ونبلاً | حين ترْبا حُبَابي |
فأُصيبُ الْقلْبَ منْها | بمحدَّاتٍ صياب |
من سهام الحب إني | أشتهيها للحباب |
ولقد تامت فؤادي | بصدودٍ واجتناب |
يَوْمَ قَامَتْ تَتَهَادَى | بَيْنَ إِتْبٍ وَسِخَاب |
أمْلَحُ النَّاس جَميعاً | سافراً أو في نقاب |
كَمُلَتْ في الْعَيْنِ حُسْناً | وجمالاً في الثياب |
اذكري ليلة َ نلهو | في رعودٍ وسحاب |
وَحَدِيثاً نَصْطَفِيه | في عفافٍ وتصابي |
وَرَسُولاً بَاتَ يَسْرِي | في هواكم بالكتابِ |
يُنْذِرُ الْعَاشِقَ حَتَّى | نصبوا حدَّ الحرابِ |
من عدوٍّ نتقيه | وبني عمٍّ غضابِ |
طَرَقَتْ حُبِّي بهَمٍّ | كَادَ يُنْسِيني مَآبِي |
وَاسْتَرَادَتْني عَلَى الْهَوْ | لِ بطَاعُون الشَّبَاب |
يوْمَ قَالَتْ تَحْذَرُ الْعَيْـ | ن على ذات الحجاب |
كن غراباً حين تأتي | بَيْنَنَا أوْ كَغُرَاب |
حَذَرَ الْعَيْنِ فَإنَّا | لم نكن أهل معاب |
فَتَحَضَّرْتُ بنَفْسِي | نَحْوَهَا دُونَ الْقِرَاب |
فَالْتَقَيْنَا بِحَديثٍ | مِنْ شَكَاة ٍ وَعتَاب |
منطقٌ منها ومني | غير تحقيق سباب |
قلتُ لما برحت بي | لم يكن هذا احتسابي |
حَيْثُ أرْجُوكُمْ فَسُمْتُمْ | زوركم سوط عذاب |
ليتني قبل هواكم | كُنْتُ في بطْن التُّراب |
فبكت "هندٌ"وقالت | حبِّ لا تنكر خطابي |
غلظة ٌ بعد التلاقي | بعْدها لِينُ جواب |