أرشيف المقالات

توجيهات في التعامل مع السائقين والخادمات

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
توجيهات في التعامل مع السائقين والخادمات
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد ومن والاه، أما بعد:
فقد ابتُليت معظم البيوت بالخادمات والسائقين؛ إما ضرورة، أو تَرَفًا وتباهيًا، وحصلت أخطاء وتجاوزات شرعية وأدبية، بعضها ظلم، وبعضها قاتل للحياء والمروءة، وبعضها فتنة للخادمة والسائق والمخدوم وأهل بيته، ونظرًا لأنها كلها مخالفات صريحة لمقتضى الشرع والعقل، لذا لزم التنبيه عليها تذكيرًا وتحذيرًا، فأقول ومن الله التوفيق:
 
الخادمة امرأة وليست رجلًا، فيجب أن يحذر معها ما يحذر مع أي امرأة أجنبية أخرى من الفتنة، والعجيب هو تساهل كثير من الناس حتى بعض الصالحين بهذا الجانب، فلم يتحرَّجوا من النظر إليها ومخاطبتها مباشرةً، وتقديمها سفرة الأكل لهم، وخرجوا معها سافرة للشارع لحمل المتاع والخضار من السيارة جنبًا إلى جنب.
 
فإن كان ذلك جائزًا، فلماذا لا يسمحون لأخواتهم بفعل ذلك؟ عجيبة هذه التصرفات، وأين هؤلاء من قوله صلى الله عليه وسلم: (ما تركتُ بعدي فتنة هي أضرُّ على الرجال من النساء)؛ متفق عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم: (فاتقوا الدنيا واتَّقوا النساء)؛ رواه مسلم.
 
ونتج عن هذه التساهلات فتنة للشباب وبعض الأزواج في البيوت بالخادمات، ووقوع بعضهم في الفواحش، ومِن ثم تنافُر بين الزوجين وطلاق.
 
ومن الأخطاء احتقار البعض للخادمات، وسوء معاملتهنَّ، وتحميلهنَّ أكثر مما يُطِقْنَه، وهذا قد يؤدي لانتقامهنَّ بقتلٍ أو سحر لأحد من أهل البيت.
 
وينبغي ملاحظة نفسية الخادمة؛ فهي مغتربة تاركة لزوجها وولدها ووالديها، وهذا يؤثر كثيرًا على نفسيتها، فتصاب بحالات توتُّر واضطراب في التصرفات، وقلْ مثل ذلك عن السائق والعامل، والذين اغتربوا للدراسة أو طلب الرزق يعرفون ذلك جيدًا، فقد عانوا مِن مُرِّه وعَلْقمه.
 
ولذا تحتاج الخادمة والسائق إلى الطيِّب من التعامل والكلام أكثر من غيرهما، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة؛ قال أنس رضي الله عنه: خدَمتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي: أُف قط، ولا لشيء فعلتُه لِمَ فعلتَ كذا، ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلتَ كذا)؛ متفق عليه.
 
ولا نعني بالدعوة لتحسين لأخلاق معهم الغفلةَ عنهم، بل ينبغي مع حسن الأخلاق أخذ الحذر والحيطة، وعدم ترك الأشياء الثمينة أمامهم، وكذلك سائر ما قد يستعمل في السحر من شعر وخلافه.
 
وبعض الناس يُبتلى بخادمات وسائقين كفار، فأقول: أخطَأْتُم في استقدامكم للكفار، لكن ما داموا قد ابتُلوا بهم، فليُحسنوا إليهم بدعوتهم للإسلام بالأخلاق أولًا، ثم الذهاب بهم لمكاتب الجاليات لعلهم يُسلمون، ويكون لكفيلهم أجرٌ عظيم في إنقاذهم من النار، وليتذكروا قوله صلى الله عليه وسلم: (فوالله، لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا، خيرٌ لك مِن حُمر النَّعم)؛ متفق عليه.
 
تنبيه مهم:
لننتبه جميعًا لما قد يوجد عند بعضهم من فساد أخلاقي، فيضرون بناتنا أو أولادنا بدعوتهم للفواحش، وذلك بأمور؛ منها:
أ- إحضار الصور والأفلام والمقاطع المثيرة للأبناء والبنات.
 
ب- حوادث التحرش - خاصة بالأطفال - على حين غفلة من الوالدين، وذلك أثناء الذهاب بهم للمدارس، أو أثناء غياب الوالدين عن البيت.
 
ج- عمل سحر العشق والشذوذ من الخادمة أو السائق.
 
لذا اجتهدوا في عدم خلوة الخادمات والسائقين بأولادكم وبناتكم، فالخطر عظيم، وكم من مآس حصَلت وأعراض انتُهكتْ، واحذروا من منح الثقة الزائدة عن حدها في الخادمة أو السائق، فهي بوابة الفتن، وتَعظُم الفتنة حينما تخرُج البنت مع السائق متعطرةً متبرجة، تُضاحك زميلاتها في السيارة أو بالجوال، وكأنه ليس رجلًا غير مَحرم!
 
حمانا الله وإياكم وذريَّاتنا من الفتن، ورزَقنا حُسن الأخلاق والتواضع والانتباه إلى ما ذكر مع الخدم والسائقين والعمَّال، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومَن اقتفى أثرَه.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣