لبّيك
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لبّيك يا منقذ الفصحى من اللّدد | ومنصف الشعر من دعوى بلا سند |
ومخرج الدر من لجي معرفة | شماء يجثو لديها جالب الزبد |
ذكرتنا بعكاظ والفحول بها | صوالة بين منشاد ومنتقد |
والنابغي على كرسيه حكم | في محفل بأولي الألباب محتشد |
سحر البيان على أفواههم نغم | يزري صداه بسجع الطائر الغرد |
فأين منا عكاظ في مواسمها | والأعشيان ومن يغدو بمنجرد |
وطرفة وابن كلثوم وعلقمة | والنابغيان وابن الأبرص الأسدي |
وما جرير ونداه إذ احتدموا | في ساحة الشعر للفصحى ذوي حسد |
بل أين رب القوافي من تنبؤه | بقلبه ما ترى عيناه بعد غد |
وشاغل الناس والدنيا ومالئها | وناقش الحكم الغراء في الصلد |
بل أين من سعدت أم اللغات بهم | ومن أشارت إليهم أن خذوا بيدي |
فقد وثقت بكم نثراً وقافية | فاستمطروها فسح الودق بالبرد |
وجاء شوقي بالسحر الحلال رؤى | خلابة بين منثور ومنتضد |
لله در القوافي حين يتقنها | خبيرها خلدت ذكراه في الأبد |
وإن أسيىء إلى عليائها كشفت | للناس عن كبرياء الجاهل الحرد |
لي من كنوز القوافي ملء أبحرها | قد استقرت بحمد الله في خلدي |
وما أقارن نفسي بالذين مضوا | مهما سموت فليس النهر كالثمد |
أعددت منها ظبا تودي بألسنة | قد شوهت حسن وجه الشعر بالغدد |
خلالها الساح من وزن ومن لغة | وساقها الجهل سوقا غير متئد |
فخالت الصفر تبرا والدجى قبسا | والنثر شعرا وعقد الدر من مسد |
فأقدمت ورياح الزهو تقذفها | إلى مهاوي الردى من قبضة الأسد |
يا منصف الضاد من فوضى القريض فلم | يقبله بين عروض الشعر من أحد |
لك التحية مقرون بها مقةٌ | يحدو بهن ثناء القلب من حمد |