يئس الصغار من الكبار
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إن حطمت كف النوى قيثاري | فصدى بقايا اللحن من أوتاري |
سار يردده الهوى في مسمعي | رغم الجفاء ورغم بعد الدار |
لا أكتم العذراء أن جمالها | أورى زناد قريحة المتواري |
وبأن آي الحسن أضحى ملهمي | آي القريض لكل معنى سار |
ما كنت قبل الحب قط بشاعر | حتى جرحت بلحظه البتار |
فانساب رقراقا يداعب وردة | قد أينعت في خد ذات خمار |
ويترجم الحب الجميل قصائدا | تروى وكم للحب من آثار |
أهوى الجمال فإن تعذر وصله | خلدته بروائع الأشعار |
فإلى متى يا بين تعبث بالهوى | وبماله من حرمة ووقار |
أغراك حسن تجلدي فحسبتني | أدركت خلفك خلسة أوطاري |
ماذا عليك وإن بلغت مآربي | فالأهل أهلي والديار دياري |
وإذا نهلت رحيق حبي صافيا | فالكأس كأسي والعقار عقاري |
سأظل صداحا يغرد ههنا | وهناك رغم تعقب الأقدار |
أشدو لأهل الحب لحنا ًخالدا | وأثور ضد الظلم كالإعصار |
أنا للعروبة أينما وجدت أخ | يسعى لعزتها بكل فخار |
شعب الإباء أتاك دورك فاضطلع | بالعبء واخلع عنك ثوب العار |
أقدم ففي الإقدام عزة موطن | فالنصر للثوار للأحرار |
أتظن أن الجبن يرفع أمة | أو أنه سيزيد في الأعمار |
أو أن دين محمد يرضى لنا | بالذل أو بتحكم الكفار |
لا يا أخي إن الجهاد فريضة | فإلى متى في الحق نحن نماري |
أنذل للدخلاء نفسا حرة | عربية الأنساب والأصهار |
والقدس يصرخ من لمسرى أحمد | من منقذي من وطأة الفجار |
من للأرامل باكيات حسرا | ودموعهن على الخدود جواري |
يندبن لا من ماسح لدموعهن | مروءة أو راحم لصغار |
أشكو ولا عمر إذا ما حاق بي | ظلم الطغاة وقلة الأنصار |
وصلاح أين صلاح من كبرائنا | أين الزعيم لنا بأخذ الثار |
وجيوشنا فطرت خصائص فتكها | لدمار أمة يعرب ونزار |
وعلى العدو فبردها وسلامها | فالنار ما عادت بذات النار |
ما بالنا نرجو السلام وغيرنا | يأباه بل يأباه باستكبار |
أسفي على المائتين مليون وما | فقدته من شرف ومن إكبار |
تخشى الفناء وكل يوم ينقضي | يأتي بألف بلية وصغار |
تخشى الفناء ولك يوم ينقضي | يأتي بألف مضيبة ودمار |
يئس الصغار من الكبار ولم يعد | من ناصر لهم سوى الأحجار |
فتسلحوا بشواظها وتعقبوا | جند الدخيل الغاصب الغدار |
لم يثنهم عن حقهم جبروته | لولا القوى ما كان بالجبار |
فعلى الصغار سلامنا وثناؤنا | ما نث ورد بالشذى المعطار |