بوركت من نهضة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
دعني أترجم حبي فيك أشعارا | وعنك أروي لأهل الأرض أخبارا |
قد حاز فعلك إعجابي فألهمني | بلاغة جاوزت قسا وبشارا |
لو قورنت بالآلي فاق جوهرها | حسنا وحير ما تحويه أفكارا |
عرباء تصغي لها الأسماع عن طرب | ليست بخرساء إن ما كاشح ما رى |
إليك أزجي قوافيها معطرة | عرفا مزجت به مسكاً ونوارا |
يا رشاد وسبيل الرشد ينهجه | من آثر الخير دون الشر فاختارا |
ألم تر المرء إن ضاقت به بلد | إليك يمم أظعاناً وانظارا |
لان فيك خصالا قد خصصت بها | نعم وأودع فيك الله اسرارا |
لذا شددنا إليك الرحل واتجهت | بنا الركائب ما إن دهرنا جارا |
حيث الأمير أبو مكتوم حاكمنا | به بلغنا من الآمال أوطارا |
بقربه قد حططنا عن رواحلنا | جذلا فلم نفتقد أهلا ولا دارا |
بل خير دار لنا دار نعز بها | إن الكريم يرى في الضيم إضرارا |
فكيف أغضي على ضيم ولي شرف | به أقارع أهوالاً وأخطارا |
إن شف شعري فعذري فيه أنك قد | سجلت في صفحات المجد أسطارا |
غرست بين القلوب الحب فامتلأت | بالحب فانظر تجد للحب آثارا |
أنى حللت بأرض طاب منبتها | نرى بها وارفات الظل أشجارا |
نرى البلاد التي صممت نهضتها | ملأت أرجاءها خيراً وإعمارا |
كأنها بيد سحرية صنعت | أو الربيع كساها منه أزهارا |
حققت بالفعل لا بالقول كل منى | لنا فأصبحت الأحلام أخبارا |
بل نهضة كلنا أضحى يشاهدها | نخالها في رحاب الأرض تيارا |
بوركت من نهضة للخير شاملة | رمى بك الله عهد البؤس فانهارا |
من رام حصر جميل أنت فاعله | وعد فضل سواكم عد أصفارا |
فمن فؤاد مليء بالولاء لكم | أهديك شعراً نظير الدر معطارا |