بين ذمم الحياة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
كانتا تتداولان التعب عند إحدى محطات الوقود | * | وصَبيّةٍ لم تبلغ العِقدا | حَفرَ الشقاءُ بمهدها لحْدا | البؤسُ تفضحُه ضفائرُها | والجوع يُذوي الوجهَ والقدّا | فُسَح الصِّبا ضاقت بصبْوتها | والأفْقُ يبدو شاحبًا صَلْدا | وعلى المحاجر فيضُ أسئلةٍ | مكلومةٍ تتمحّل الفَقْدا | أتْرابُها يلهون في دَعَةٍ | والعيشُ يُقْبِلُ نحوَهم رَغْدا | طافت على الطرقات أعينُها | لم تُلفِ بين لِداتِها نِدّا! | فَأَوَتْ لحِضنٍ ما لمحتُ به | دفئًا يُحَنّ له | ولا برَْدا | الأمُّ خلْف ذهولها جُمَلٌ | قطعَتْ على كتمانها العهدا | نَظَرتْْ إليّ وفي المدى سَفَرٌ ، كَلَلٌ | على سنواتها امتدّا | الموتُ يسكنُ كلّ زاويةٍ | في هيكلٍ ذَبَحتْ به الوعْدا | طيف الفنا شبَحٌ يطاردِها | كرِهَتْه إذ يقتاتُها سُهْدا | أرْختْ إليّ عناءَ راجفةٍ | لم تَلْقَ دُونَ هَوانِها بُدّا | فنقدتُها والقلبُ مُنكفئٌ غُصَصًا | أعُدّ نِثارها عدّا | ومضيتُ | دربي لا يلمُّ سوى ذممِ الحياة وموتِنا الأجدى | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبد الصمد الحكمي) .