آتيك من ظمأ الصّحارى الموحشــــات |
يا أيّها البحر العصيّ الأغنيـــــــات |
آتيك من قلق السّنين المجــدبـــــات |
فامنح من الشجو الخفيّ الهينـــمــات |
كلّ انسكاب من خموري الصّاديــــات |
. |
يا أيّها البحر لماذا الصّمت يعلكني فأغفو كالوميض المؤتلــــــــــق |
والموج من حولي يطيل الهمس ، يشكو آهه يا أيّها الصبّ استفـــــــق |
والماء ـ هذا الماء ينشر راحه ويترجم الغسق السبيّ إلـــــــــى أرق |
إنّي أروم الحرف ، أمتصّ الرّحيق فتهرب الكلمات منيّ كالشّـــــــفق |
وأحاول البدء العصيّ ، أداور اللّحظات ، لكن لا بريق ولا ألـــــــق |
. |
وأنا الوحيد على طريق البحــــــــر لا |
بحر يوافيني ولا شكوى المــــــــلاح |
أشتاق لو أحيا وتأسرني لحــــــــــا |
ظ مراجل بنواعس الطّرف الفصـــــــــاح |
أشتاق لو شفّ الفؤاد فمــــــــا درت |
أعضاء جسمي أنّني الخفق المبــــــــــاح |
يا ليت روحي تعتلي رمم العظــــــــا |
م وتنثني في الحبّ شجوا مستبــــــــــاح |
حتّى كأنّ الكون قصّة عاشـــــــــق |
أو صفحة أخرى يخلّدها السّــــــــــلاح |
. |
يا بحر لو ترضى أسمّيك الجــراح |
أعطيك من روحي وتعطيني السّكــون |
ونخطّ ـ يا بحر ـ بدايات الشّجــون |
أعطيك لا أبغي سوى القرب المبــــاح |
. |
يا بحـــر لا |
تقس علــى |
صبّ نــأى |
فيك انتهـى |
منك ابتـدا |
سحر الكلام |
نظم الغـرام |
درّا وياقوت |
وتلا من / |
الآي الغموض |
وعفّر الوجه / |
الحيـّــي ـ |
بذل الدّموع |
لا كالشّموع |
لكن بذلّ الياسمين |
وهمسة الرّيحان |
أسلمت العنان |
وكتبت ـ يا بحر ـ |
على رقّ الغرام، |
للّيل ألقي بهجتي |
في اللّيل أسكب حيرتي |
للموج آتي من تلافيف الفيافي |
للرّمال ـ |
وللنّقاب الأحمر الخمري ّ |
للصّمت المجافي ـ |
للّيل آتي ، |
ما لهذا البحر حائر ! ! |
. |
بحران بحري : ـ لو أشاء سكبت بحرا في البحور فما انتهى، وفرشت بحرا آخرا، كانت بحوري كلّها صغرى النّقاط إذا انطوت في جوفه الغافي ، وبحري ملتقى كلّ البحار، ومجمع البحرين ـ مرج الجنّتين ، فواكه، حور وتوت، والهوى ابريق خمر يرتوي منه الظّماء إلى شرابي. |
. |
آتيك أحمله علـــى كفّي اضطرابـــــي |
يا رسول البوح يــا سرّ انتسابــــــي |
فانتشلني لا تراع(ي) بالذّي كان اكتئابـــــي |
واصطف(ي) من كلّ قلبي همّه ثمّ اغترابـــــي |
إنّني آمنت يا بحر بأنّ الموج ســــــــابي |
. |
فاصطف فيّ اغترابــــي |
وانتشل منيّ اكتئابــــي |
ثمّ انتم ـ يا بحـــر: |
ـ أنت |
أم |
أنـــا ؟ ! ! |
* |
صــــور ( ذات صباح حزين ) |