هي تعرف كم سؤالا طرحت؛ |
هي تعرفني كما تعرف الكفّ باطنها، |
ويعرف البحر شكل المحارات الّتي تتلوّن |
بلون الأمواج الّتي سافرات بعيدا، فلمّا |
لم تجد حدودا خارجه عادت إليه... |
وتعرفني حين البكاء العصيّ، وحين |
الفرح الّذي تمتزج فيه دموع الإثارة |
بملح التّشرّد خارج خطوط الخرائط... |
ولكنّي أنا الغائب دوما – أنا المفجوع |
بضيق الذّكرى، وأشكال الأشياء المطموسة، |
فكيف عرفتني... كيف تستلّ من عمقي كلّ الأسماء |
الّتي بحثت عنها بداخلي، فلم تجبهني بعيد |
السّنوات المكرورة غير الجدران المصفّحة، وعشرات المتاريس، وقد انطبعت في أعلاها جميعا |
صورة المصلوب... |
الآن عرفت بأنّي المصلوب الثّاني، |
وأنّها جلاّدي، وان ليس لـ"هيرودس" من |
كلّ المأساة الوثنيّة سوى الجسد والدّم. |
فاخرج من نزق الرّوح... من حرف يصنع كونا |
إلى حرف يسكنه الاسم، أو حرف يعرف كيف |
يبادل نفسه بكلّ الأشياء دون أن تجرحه الحناجر |
وسيف العادة الدّمويّ... |
هي تعرفني... |
كلّ الّذين رأوني قرأوا ملامحها على وجهي، |
عرفوا أنّها قدري، |
فكيف لم أفطن لذلك؟كيف لم أعرفها كما عرفوها |
حينما رأيت في مرآة السّاعة الواحدة الّتي كنت |
أنظر فيها دائما، فلم أر غير المصلوب... لم أر |
غير المسامير الأربعة، والدّم الّذي كان ينزف |
صار شقائق نعمان حمراء... أنا رأيت ذلك، |
ولم أعرفها حين رأتني، ولكنّ "هيرودس" يعرفنا |
نحن الاثنين، حتّى من قبل أن يفضح الدّيك إيمان |
الحواريّ، ويموت "يهوذا الإسخريوطيّ"، ولم تكن |
مائدة الرّبّ شفيعا له من دم المصلوب / |
الأوّل. |
* |
البريمي في: 8 كانون الأوّل 2007 |