في اللّيل: |
ينزع وجهه... يخطو إلى الخلف، ليضع ملامحه |
فوق المرآة... فيغدو بلا وجه. يسأل: |
- كيف يرى الأشياء الآن؟ كيف يرمّم |
قي الظّلمة حيرته، وشيئا يتعلّق دوما |
بين العينين وبين الشّفتين – شيئا |
كان سعيدا حين رمته العنقاء بعيدا... |
اللّيل يفاجئه... كان يفاجئه، حين |
القلب يدقّ النّبض الخامس والتّسعين، |
ويغرق في الشّارع إحساس القادم |
من سرداب خارج أوقات العالم، وخرائط |
وديان الموت... كان سعيدا، حين تعلّقت |
الأشياء بعينيه، وسقطت أنّات القلب |
من بين شفتيه؛ فلمن يترك كلّ سخافات |
الكون؟ ولمن يتلو الدّرس الأوّل في الحبّ |
إذا كان الخوف يغلّف كلّ وجهه في اللّيل؟! |
سيحاول أن ينسى أنّ اللّيل – إذا أغمض |
عينيه – صار نهارا، وأنّ الأحلام اللّيليّة |
بلا رقبة، فقط تحفر في القلب عميقا، كي |
تكشف أسرار الموت اليوميّ، وعذاب الصّوت |
الوهميّ، وملامح كان يعلّقها كلّ مساء على |
المرآة!... هل مثلا جرّب أن ينسى؟ هل مثلا |
أدرك معنى أن ينزع عن وجهه كلّ ملامحه؟ |
هل أدرك أنّ سؤال "البحث عن الذّات" هو أقصى |
المأساة؟ أم أنّه فضّل أن يرتاح، أن يهرب |
من كلّ منافذ روحه، ويعلّق فوق المرآة نفس |
الحيرة يرسمها التّسآل!... |
* |
البريمي في 12 كانون الأوّل 2007 |