تأخذ الصّباحات دائما شكل الأشياء المألوفة، |
تتعرّج مثل خطى سلحفاة منهوكة على رمال الشّاطئ النّديّ – |
في صمت، تزحف هذه الصّباحات، لتؤطّر من الخلف |
صورة العامل الهنديّ وهو يمسح آثار اللّيلة الفائتة |
عن زجاج الكافيتيريا الوحيدة في الشّارع... |
يستغرقه الصّوت الباطن، فتمتدّ يداه لاإراديّا |
إلى قاع الخوف؛ |
اليوم هو الأمس – صور لأشخاص يأتون |
من الحلم... خطى تتعثّر في الحارات المنسيّة في |
حيّ من أحياء "مومباي"... كنت رأيت |
الدّمعة بيضاء، أو كنت فقط أعرف أنّ |
القلب ينزف أدمعه المخفيّة في هذا الصّباح |
الخليجيّ الصّامت. والعامل الهنديّ يحاول |
أن يهجس بقايا الأغنية السّابقة بلهجته |
الأخرى. |
لو أنّي فقط أعرف معنى هذا الصّوت. أسمع |
نبرته الجميلة، والإيقاع المفتون، غير أنّ |
النّادلة صاحبة الشّعر الذّهبيّ وهي تخرج |
من مطعم "أنصار" لتشاكس وحدته أخفت |
عنّي رنينا أعرف وحدته ومعناه... وأظلّ |
بعيدا، ما بين الأرض وبرزخ الحزن، أسأل |
"دانتي" في الصّفحة الّتي سقطت عفوا من |
يدي، عن هذا الشّارع هل يصلح أن يحمل |
آلام المطهر. كان اللّيل – أو بالأحرى، بقايا |
الفجر الهارب، يفسح للطّيف القادم أبهاء |
الحلم... عرفت "دانتي"، أو ملمح "ترسياس"، |
أو ذكرى صديق، حين تكلّم، كنت أرمّم |
قلبي وأناظر بين التّقويم القبطيّ وما |
دوّنه "غريغوريوس" في لحظة خوف |
قصوى...................................................!! |
* |
العين في: 9 تشرين الثّاني 2007 |