مُرِّي سلاماً عابـرًا بقصيـدتي |
... |
حُطِّي عليها كالطيورِ .. وحدِّثي |
كلماتها .. ثم ابْزُغي من جبهـتي |
لا صَوْتَ لي إلا الندى .. فثقي به |
وخُذيه أبْعدَ مِن صَبيحـةِ غيمـةِ |
وسلي النهـارَ على يديكِ .. فإنه |
يختارُ يومـا بعد يومٍ.. وُجْهـتي |
هو ذا أنا المصباح ..أضوأ ما أُرى |
لو تتبعينَ النورَ نحــو حقيقـتي |
** |
لطفـولةِ الأشيـاءِ أسـعى فاقتفي |
أثري على الـمرآةِ صَـوْبَ طفولتي |
خوضي معي ماءَ الكواكبِ واسكبي |
طعـمَ الحليب على تلعثـمِ خَطوتي |
لي أَنْ أبعثـر بـضع عشرة نجمـةً |
وأرى بحـارَ اللهِ تصعـدُ شُـرفتي |
يـرمي علىَّ الصُّبحُ قُطْنَ ضيائـه |
ويزيـد خَيْطـاً في قميص شجيرتي |
ولكلِّ أَرْضٍ .. أَنْ تنادِيـني ابْنهـا |
ولكلِّ أفق .. أن يصاحب غرفـتي |
** |
لا وقتَ لي .... |
فلأبتكرْ إذن القصيدةَ .. |
وَلأضـِعْ في غيبـةٍ صوفيــّـةِ |
أختارُ لي لغـةً تنامُ على يــدي |
وأخاطبُ الكلماتِ دون تحيـَّـةِ |
وأضيء ما بين الحروف وصوتهـا |
اسـماً تُناديـني بـهِ جنِّيــَّتي |
وأنا .. أقصُّ ضفائرَ الكلماتِ كَيْ |
لا ترتدي صُوفَ الدقائق .. عُزلتي |
... |
سأمُّر مِنْ سَمِّ المجازِ ..فتـابعـــي |
خلفي الرحيلَ .. إلي مشارق حكمتي |
بكنايةٍ أُخـرى سنعبـرُ ..ريثمــا |
أجتثُّ أوثان الرؤى من لوحـــتي |
ونمرُّ بالشعراءِ .. عُرْساً من دُمَــى |
لأضئَ عُزلتها بأنجمِ وحشــــتي |
... |
هذا خريفُ الروح ..وَجْهٌ هـاربٌ |
للوقتِ ... يبدأ بالقيامة رحلــتي |
وحدي إذن ..في جنـَّة مرجومـةٍ |
بين الظلال السـودِ أُثبِتُ خيمـتي |
سَيْفي بلا حَدٍّ .. وحولَ قصيدتـي |
مليـونُ سيفٍ يـستريبُ بلهجـتي |
وأنا على طَرَفِ الحيـاةِ مُبَاعَــدٌ |
أمشى إلي صوتي .. أُواجهُ ميتـتي |
في شاحبٍ من ضـوء قافيةٍ ..أرى |
قلبي على الـمرآةِ يرسمُ وُجْهـتي |
يرمي السماءَ بوردةٍ .. فتخـطُّ في |
صوتي وصيَّتها ..وتلثمُ جبـهـتي |
فتهيَّئي لنهايـةٍ أخـرى .. سوى |
الموتِ البسيطِ .. |
فلن يَمَسَّ قصيدتي |