لغيمةِ الصمتِ أم عُرْيِ اشْتهاءاتي |
تسافرينَ على حدِّ النـبـوءاتَ |
تمضين وحدَكِ خلفَ البوحِ تاركةً |
دمَ الرؤى نازفاً في عُمْقِ مرآتي |
تراودينَ حنينَ الريحِ عن سفرٍ |
يجترُّ من زمني عُمْرَ الـبراءاتِ |
وكنتُ أُهدي رمادي ألفَ مجمرةٍ |
من العذابِ وأُهدي النارَ أشتاتي |
أهدِّمُ الأفـُقَ الغيبيَّ مرتحلا |
في جوفِ محبرةٍ ظمأى كعاداتي |
أبغي انفلاتاً وقلبي في يدي مِزَقٌ |
مغمَّسُ الجرحِ في أفْقِ الغوايات |
وكنتُ أبني على كفِّ الزوابعِ لي |
أمسًا وأُهدى قصورَ الخُلدِ مولاتي |
أستنـْزِفُ الليلَ والجدرانَ أخيلةً |
وهن يُلْبسِنني صمتَ الدجى الشَّاتي |
قامرتُ بالعُمرِ كي أهذي بقافيةٍ |
تشيدُ فوق جبينِ الشمسِ أبياتي |
حتى استحلتِ يداً مجنونة عصفتْ |
بما ابتنيتُ على عرشِ السماواتِ |
**** |
يا ألفَ وجهٍ تبدَّى للدجى سقطتْ |
عنكَ الوجوهُ سوى وجهِ اشتعالاتي |
ليستْ حوافر وقتٍ في مدى جسدي |
تضجُّ، تلك القوافي في مدى ذاتي |
سأبدأ الشدوَ هذا الجرحُ معجزتي |
وهذه الآهةُ الحمـقـاءُ آيـاتي |
أنا المغنِّي.. صلاةُ الحزنِ في شفتي |
أنا المهاجرُ.. أفْقُ الريحِ مرساتي |
لي أنْ أبعثرَ عُرْىَ الروحِ في كَلمي |
وأصبغَ الليلَ من أصداءِ أنَّاتي |
دمي لهاثُ الرؤى مزَّقتُها سفرا |
ومزقتني احتراقا فوق آهاتي |
قلبي دروبُ الحَزَانَى خطوُهم لغتي |
مسيلُ دمعِهمُ من جُرْحِ فرشاتي |
بدأتُ مِنْ وردةٍ في الريحِِ ذابلةٍ |
فلم تَخُنِّي وخانتني بداياتي |
**** |
الآن أنسى بقايا الروحِ عالقةً |
في ثوبِ فتنتِها أو حُسْنِها العاتي |
الآن أنسى مسائي عند شرفتِها |
وسوف أخبو كثيراً في جراحاتي |
أترحلينَ وتُضْني الليلَ أسئلتي |
وترحلينَ وقيدي فوق خُطْواتي |
هذي جراحي سأغفو إنَّها وطني |
هذي دمايَ رمادٌ في نهاياتي |
ثلجيَّةُ الموتِ في عينيكِ حارقةٌ |
وأنت تمضينَ طُهرًا في خطيئاتي |
عُمري حروفٌ جحيميَّاتٌ اهْترأتْ |
منذُ ارتحلتِ وعانتْ كانطفاءاتي |
فاجأتُ موتي بموتي فوقَ أغنيتي |
فحارَ يضحكُ أم يبكي لمأساتي |