بحروفٍ مِنْ لُغاتٍ صدئه |
ورؤى ثلجيَّةٍ مُهترئه |
أرتدي موتي قناعاً شاعراً |
وأروِّي بقصيدٍ ظمأه |
تارةً يلبسُ صمتي عُرْيَه |
تارةً يبحثُ صوتي عن رِئه |
وأنا ما بين أشلاءِ الصدى |
أرتمي بضعَ قوافٍ مُطفأه |
يدخلُ الليلَ رمادي لابساً |
جُرْحَ نايٍ في رحيلٍ بدأه |
وله وجهٌ حجيميٌّ بدا |
وأيادٍ قد تعدَّيْنَ المئه |
وخُطى ترسفُ في قيدِ المدى |
لاثماتٌ بعذابي موطئه |
وفحيحُ الوقتِ قد خلَّفني |
حطباً يبكي بصدرِ المدفأه |
وعلى عاداتِه يحسو دَمِي |
بينما تقتاتُني ذكرى امْرَأه |
*** |
اتركوني أصبغ الليلَ أسىً |
وأحيلُ الغيمَ ناراً ظمئه |
أرتمي تهويمةً صوفيـَّةً |
في شفاهِ الغيبِ توحي نبأه |
أو أعيدُ الكونَ للبَدْءِ على |
صوتِ أُنْثى في دمي مُتَّكِئه |
وضَّأتْني ليلةً مِنْ دمِها |
واستحالتْ وتراً في لؤلؤه |
فتشكَّلتُ حروفاً خلقتْ |
لغةً عنْ كلِّ قلبٍ مُنبئه |
*** |
ها أنا أتركُ صمتي نازفاً |
فوق خُطـْواتِ الثواني المبطئه |
من دَمِي أطفو إلى صوتي إلى |
لغةٍ أخرى به مُختبئه |
وعلى كفِّي سماواتٌ خبتْ |
وزمانٌ قد تناسى مِرْفأه |
عازفاً للريحِ موسيقى دَمِي |
رافعاً نحوكِ روحي المُخطئه |
*** |
أشعليني بين كفَّيْكِ على |
وَتَرِ الليلِ رؤًى مُجترئه |
مزِّقي صمتَ المسافاتِ التي |
تركتْني أحرفاً مُنطفئه |
يا التي باحَ المدى في عينِها |
بأغانيهِ لروحي المظمأه |
كمرايا البحرِ عيناكِ وفي |
نزقِ الشِّعرِ ارتمتْ ملتجئه |
اغْمِسيها في لظى فِرْدَوْسِها |
واتركيها للرياحِ المفجئه |
ما أنا إلا بقايا أحرفٍ |
في يدٍ قد غامرتْ مُستمرئه |
ولقد متُّ مراراً قبل ذا |
كيف بي أخشى قصيداً وامْرَأه |