التّناهيــد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
{إلى المغفّلين .. في الحُب } | |
* | |
ظلال من الذكرى تجيء وتغتدي | تهدهد أشواقا تضِلّ وتهتدي |
كأني بآمالي على قلق الهوى | تقارع آلامي بحلم مشرَّد |
فتكشف ما بي من جراح ندية | تقطّر نفسي في الرّدى المتصيّد |
**** | |
قريحٌ بوهم الصّبر يستُر ضيمهُ | ويغفو مع الأوجاع يهفو إلى الغد |
وما لغد يصبو القريحُ وإنما | لزحزحة الليل الطويل الممدّد |
يعالج بالوعد الكذوب شجونه | فيهرب من قرح لقرح مُولّد |
فأي صباحٍ للذي أرّق الكرى | وألقى المدى فوق الزمان المبدّد ؟ |
كأن به ما بالغريب من النوى | يشد إلى الترحال عين الترصّد |
إذا ما استوى في العين صبحٌ وظلمةٌ | تبعثرت الرؤيا بقلب المسهّد |
**** | |
حببتك يا ليلى أميرةَ عالمي | بلفحِ صباباتٍ ونفحِ تَعبّد |
وفيتُ وأرخيتُ الزمام لمهجتي | تشدّكِ للأشواق في كل مَوعد |
وكنتِ بِدلٍّ تهزأين بصبوتي | وكنتُ مع البلوى عصيّ التأوّد |
صبرتُ وفي صبر الكريم ترفّع | عن اللغو والتجريح بعد التودد |
إلى أن خذلتِ النبض فيّ عليمةً | فيا ربّ حُبّ غادرٍ متعمّد |
ويا رُبّ قلبٍ بالبلاهةِ مترع | يُغَرّ بعذب الحرف من قول مُلحِد |
فيقفز في الآفاق نشوان واثقا | ويبني لعرش الحبّ أقدسَ معبَد |
عقرتِ فؤادي بالخيانة جهرةً | وخلتُكِ أنقَى في الشعور وفي اليد |
فكيف أواري لهفتي ومرارتي | وأنشودتي نارُ الجوى المتوقّد |
وكيف سأنسى لوعتي وحرائقي | وأنتِ هنا ذكرى تعود وتبتدي ؟ |
**** | |
عتبتُ على قلبي غريرا مطاوعا | يُحاول حُبّا دون عقل مُرشّد |
فيظفَر باللقيا وينعم بالرؤى | ويغفل عن سهم الخداع المسدََّد |
أخالُك طفلا أيهاالقلب ساهيا | تخاتله الألوانُ من كلّ مشهد |
وإنك أعشى في هواك مضيّعٌ | تعالج نيران الصّدى بالتنهّد |
كذاك الذي قد كان فاهجره عازما | لعلك تنجو من أتون التردّد |
وترحَمَ وجدانا تلظى هواجسا | وتفتح آفاق المدى بالتجدّد |
فمن ذا الذي حاز السّعادة قانعا | وسار على الدنيا بدرب ممَهّد |
هو الدّهر لا يصفو لنا غير بُرهة | ونصحبُ رغما كل عيش منكّد. |